السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

جماهير... آخر زمن

كرة القدم، حب لا يقبل القسمة على اثنين، ففي رحلة حياتك الطويلة قد تغير مسكنك كثيراً، سيارتك، قناعاتك في الحياة، أصدقاءك، حتى زوجتك وأحبابك، أما انتماؤك لنادي كرة القدم الذي تربيت على حبه فلا تغيرُه أبداً.

اسألوا مشجعي شباب الأهلي دبي هل يمكن أن يتحول لتشجيع الوصل أو النصر مثلاً؟ اسألوا مشجع الأهلي المصري هل يمكن في يوم من الأيام أن يتحول للزمالك؟ هل عاشق الهلال السعودي، يمكن أن يصبح نصراوياً أو من عشاق الاتحاد؟ هل عاشق الوثبة السوري سينقلب ليصح كرماوي؟ أو هل الريالي العتيد يمكن أن ينقلب ويصبح من مشجعي برشلونة؟ هذا من سابع المستحيلات، إنه ضرب من الجنون العقلي.

مشجعي «الألفية»الجديدة

رحل كريستيانو رونالدو عن يوفنتوس، فغادروا تشجيع ومؤازرة ريال مدريد بينما البعض الآخر تركوا متابعة برشلونة عند رحيل ليونيل ميسي عن ملعب كامب نو.

هناك البعض من الجماهير عندما حقق ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا كانوا أبرز المنتميين للنادي الأبيض العاصمي بينما الأمر اختلف تماماً عندما كان يسقط الفريق في نتائج مخيبة للآمال.

على سبيل المثال عانى برشلونة كثيراً بسبب رحيل ميسي والمشاكل المالية وغياب الاستقرار الإداري ما دفع الكثير لهجر مؤازرة برشلونة، هناك من صوّب اهتمامه لمتابعة باريس سان جيرمان من أجل ميسي وهناك من ترك تماماً متابعة النادي الكتالوني.

ومع عودة تشافي وعودة النتائج الإيجابية وكرة القدم الجميلة على طريقة تيكي تاكا بيب غوارديولا فإنهم عادوا من جديد لدعم الفريق الكتالوني.

نعم ابتعد الكثير من المشجعين عن مؤازرة برشلونة بعد رحيل ليو ميسي وتدهور النتائج، لا بل وصل الأمر إلى توقفهم عن متابعة المباريات وانتقاد الفريق بقوة.. لكن بعد الكلاسيكو والفوز برباعية في بيرنابيو لقد عادوا للدفاع عن النادي بقوة وشراسة وجماهيرية وتبنوا فكرة مشروع تشافي الرائع وأطلقوا على نفسهم الأصايل على طريقة معاهم معاهم وعليهم عليهم.

هل تغير الانتماء وأصبح فقط للنتائج، أم كبرنا على حب الكرة وحب النادي بغض النظر عن النتائج أم تغيرت المعادلة في الوقت الحالي.

ختاماً:

في الدوري الألماني قامت إحدى الشركات بعمل تقرير خفي، وضعت إعلاناً لعمل شاغر براتب كبير واختارت مشجعين من ناديي دورتموند وبريمن وغيرهما... وأثناء المقابلة سألت كل فرد مَن تشجع؟ فمثلاً يقول: دورتموند، يقول له صاحب العمل: أعطيك راتباً مضاعفاً أو 10 أضعاف راتبك بشرط أن تشجع نادي شالكه مثلاً.

كانت النتيجة صادمة وجميلة: ولا فرد أو مشجع انقلب على ناديه... هل نحن في زمن غير الزمن؟

المزيد من المقالات للكاتب