الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

الإمارات.. مركز عالمي للصناعات الإبداعية

كم من معرفة وثقافة كانت سلاحاً في وجه أعداء الوعي والفكر المتوازن؟ وكم من ترنيمة موسيقية عالجت أمراض العصر وثقل نوائب الزمان في نفوس المتوجسين فاقدي الأمل؟ وكم من موهبة أطلقت العنان لإبداعها داخل الفضاء الإماراتي الحر المستقطب لكل ما هو جديد ومختلف؟ فكانت أروقتها الثقافية والفنية خير ملاذٍ لأولئك الشباب المبدعين الفارين من ويلات الحروب والنزاعات والذين وجدوا هنا متنفساً لإيصال قضاياهم ورسائلهم عبر الفن والإعلام وكل فعل ثقافي مستدام، هكذا هي الثقافة بقوتها الناعمة الآخذة بالاتساع والانتشار المتسارع.

واليوم نقف أمام تجربة معرفية استطاعت على مدى أربعة عقود، بكل ما فيها من عمل دؤوب وفعل مكثف في الداخل والخارج؛ خلق اسم صعب في عالم صناعة المعارض المتخصصة «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، واحد من بين أكثر ثلاثة معارض في العالم، الذي له فضل كبير في جعل الشارقة ودولة الإمارات، مركزاً عالمياً جاذباً للاستثمار في الصناعات الإبداعية، فتقود بكل ثقة الاقتصاد البرتقالي «الإبداعي» نحو مسار متصاعد وباعث للتفاؤل في مرحلة ما بعد كورونا، إذ إنه أحد أهم القطاعات الواعدة ولا يقل عن غيره في دعم الاقتصاد الكلي ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل.

وعلى المستوى الخليجي، وبحسب بيانات (الأونكتاد)، ارتفع مجموع صادرات دول الخليج من السلع الإبداعية من 270 مليون دولار في عام 2002 إلى نحو 16.5 مليار دولار في 2014، واستحوذ على النصيب الأكبر من هذه الصناعات التصميم، والحرف الفنية، والإعلام الجديد، والفنون البصرية.


ولكم أن تتخيلوا الأرقام المضاعفة اليوم جراء الفعل الإبداعي والثقافي المتراكم، فمنطقتنا تملك عقولاً ومواهب تضاهي قوة التقنيات وتتجاوز متلازمة التشيوء لتكون أكثر إنسانية حتى في اقتصادها، فالمال يصبح ذا قيمة أكبر طالما كان لصالح نهضة البشر.