الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

التنمية الحقيقية في فكر الشيخ زايد

ما لم يكن في الحسبان ونحن نمضي ضمن ركب مسيرة الاتحاد، هو أن نعيش الغد في اللحظة، إذ إننا أبناء وطن لا يرضى إلا بأن يكون مصدراً للرؤى المستقبلية، وحاضناً للشمولية التي تطال شتى المجالات وأولها «بناء الفرد». وهذا يلخص سبب المنجز الذهبي للإمارات، وها نحن اليوم نشارك العالم أجمع من خلال رمزية قل أن يتكرر مثيلها، إذ ستحتفل الأمم جميعها، باليوم الذي دخلت فيه الإمارات العربية المتحدة بوابة المستقبل، وذلك على إثر إعلان اليونيسكو الثاني من ديسمبر في كل عام، يوماً عالمياً للمستقبل.

المتأمل في خارطة الطريق التي تم رسمها لمسار المئوية، يجد أحجار زاوية هي ركائز للعمل الحكومي طويل المدى، والذي يصب في تعزيز تعليم وتنشئة ورفاه الأجيال القادمة. فالعشر سنوات القادمة ستزخر بالعديد من الإنجازات التي تعتزم دولة الإمارات تحقيقها، وتشمل رؤى للاقتصاد والبيئة وحركة النقل والصناعة والطباعة ثلاثية الأبعاد. كما أن هناك ارتباطاً وثيقاً بمستقبل الأعمال وتداخلاته مع الذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة والطاقة المتجددة. كذلك هناك استراتيجيات على مستوى الإمارات المختلفة مثل أبوظبي، ودبي، والفجيرة ورأس الخيمة، تتلاقى مع خصوصية التوجهات المحلية، وتتقاطع مع التطلعات العالمية لدولة الاتحاد.

الاحتفال بالمستقبل هو احتفال بالكوادر الوطنية، من خلال إعدادها للاستكشاف والبناء والتطوير لا على أرض الوطن وحسب، ولكن خارج حدود الكون الذي نعرفه، فهناك برنامج متكامل لتغذية مشروع أول مستوطنة بشرية على المريخ، والمكلف به مركز محمد بن راشد للفضاء، الذي يقود «خطة أجيال» لمدة مئة عام، تتضمن بناء قدرات وكوادر وطنية تخصصية في مجال علوم الفضاء والأبحاث. خطوة تتطلب نظرة متفحصة لكل التخصصات التي تطرحها الصروح التعليمية والتدريبية، وهي طرف من سعي «المئوية» إلى الاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تواكب التغيرات المتسارعة، والعمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول 2071.

كما أن حلول دولة الإمارات في مراكز متقدمة عالمياً في مؤشر الجاهزية للمستقبل، يعكس عناصر راسخة في فكر قيادات الاتحاد، تتمثل في الجاهزية والمرونة وتبني التكنولوجيا والتحول الرقمي، والتي تلعب دوراً حاسماً في خيارات المؤسسات والأفراد الاستثمارية في الوقت و المال والطاقة، إن أرادوا اللحاق بمركبة الزمن الإماراتية.