أهم شيء في كرة القدم والحياة... الشجاعة، الصدق، الأمانة، العائلة والصداقة.
كلمات رسمت مشوار المدرب جوزيه مورينيو في عالم كرة القدم، فهو المدرب التكتيكي العنيد، صاحب الإنجازات الكبيرة، والهالة الإعلامية الضخمة.
حياته الكروية بعد سلسلة من الإقالات التي لا تليق بتاريخ الرجل صاحب الثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان، جعلت البعض منا وأنا ربما منهم، نتهم هذا العظيم بالتقصير أو الفتور أو حتى الإفلاس التكتيكي، فمن إخفاق إلى فشل، ربما طريقته التكتيكية باتت من الماضي ولم يعد من الكبار، توقف عن حصد الألقاب ويتسبب في خلافات مع اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس.
الانتقادات القاسية التي يتعرض لها الرجل الاستثنائي البرتغالي بسبب مسيرته مع توتنهام دفعت النادي اللندني لإقالته في 19 أبريل 2021 بعد 17 شهراً على استلامه المهام خلفاً للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.
لكن دعونا نَعُد بكم بالزمن إلى تلك الحقيقة ونفند بكل كبيرة وصغيرة لإنصاف الحق.
الحقيقة أن مورينيو قاد توتنهام لانطلاقة رائعة ولم يخسر سوى عندما واجه تشيلسي وتعرض لاعبه الكوري الجنوبي سون للبطاقة الحمراء وحينها افتقد الفريق اللندني عشرة لاعبين مما دفع مورينيو لاستدعاء لاعبين من الأكاديمية من بينهم جافيت تانغانغا اللاعب الذي ذرف الدموع عند رحيل مورينيو لأن المدرب الاستثنائي هو من منحه الفرصة.
مورينيو خاض فترة طويلة كمدرب للسبيرز من دون حارسه هوغو لوريس المصاب ومن دون نجمه الأول هاري كين للإصابة وكذلك لاعب الوسط الفرنسي موسى سيسوكو، وصل الأمر لفقدان 10 لاعبين في فترة الكريسماس وهو ما يعني أن المدرب البرتغالي تعرض للظلم كثيراً في مسيرته مع السبيرز.
اقرأ أيضا : لوكا مودريتش.. العجوز الذي لا يكبر في كرة القدم
ليس من السهل العيش دون 10 لاعبين مهمين للفريق مع عدم استقرار كريستيان ايركسين في ظل رغبته في الرحيل ورفض تمديد العقد بجانب عدم تعزيز صفوف الفريق بصفقات قوية.
ومما زاد الطين بلة إصابة النجم الكوري سون... والإغلاق الكبير بسبب كورونا... فتشعر للحظة بأن الحظ السيئ كان مرافقاً شخصياً لمسيرة مورينيو في توتنهام.
وبالأرقام.. المدرب البرتغالي البالغ من العمر 59 عاماً تولى تدريب السبيرز في نوفمبر من عام 2019 بعقد مدته 4 سنوات، حيث خاض الفريق أول مباراة تحت قيادته أمام وست هام يونايتد، وحسمها السبيرز لصالحه بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وجمع توتنهام 152 نقطة مع مورينيو في مختلف المسابقات بمتوسط 1.77 نقطة في المباراة الواحدة، فيما سجل لاعبو السبيرز خلال هذه الفترة 173 هدفاً واستقبلت شباكهم 110 أهداف.
مورينيو خاض 86 لقاءً مع توتنهام كمدرب وفاز في 45 بنسبة نجاح تصل إلى 51%، بالإضافة إلى 17 تعادلاً، فيما تعرض الفريق إلى 24 هزيمة.
الكثير منا اتهم مورينيو بالإفلاس التكتيكي، لكن علينا أن نعتذر للمدرب البرتغالي بسبب ما واجهه من ظروف صعبة عاندت نجاحه مع الفريق اللندني وساهمت في رحيله سريعاً عن الفريق.
المزيد من المقالات للكاتب