الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

«مكافحة التضخم أولاً».. هل تنهض استراتيجية كارتر بالاقتصاد الأمريكي؟

«مكافحة التضخم أولاً».. هل تنهض استراتيجية كارتر بالاقتصاد الأمريكي؟

الفيدرالي الأمريكي رفع سعر الفائدة الأساسية ثلاث مرات منذ بداية 2022.

مع أزمة الطاقة التي أحدثتها الحرب الأوكرانية الروسية، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز، يشعر كبار رجال الأعمال الأمريكيين بالقلق من الركود الوشيك، في وقت يحذر العديد من الاقتصاديين من الركود التضخمي، حيث أشار الكثيرون إلى أوجه التشابه بين اقتصاد الولايات المتحدة في الآونة الراهنة واقتصاد السبعينيات في عهد الرئيس جيمي كارتر، الآن حتى وزير الخزانة السابق لكارتر، مايكل بلومنتال، يقول إن أوجه التشابه بين الفترتَين الزمنيّتين حقيقية.

وقال بلومنتال: «محاربة التضخم تأتي أولاً»، مشدداً على أن استقرار الاقتصاد يجب أن يكون المشروع الأول للرئيس، إلى جانب تقليص العجز الوطني، ففي عهد كارتر أدى الحظر النفطي المفروض على إيران إلى ارتفاع شديد في أسعار الغاز ونقص حاد في الطاقة في الولايات المتحدة، بينما ارتفع التضخم إلى 14.6%، ولم يُكسر إلا مع بداية ركود عميق، وتضمنت جهود كارتر للحد من التضخم، محاولته للحد من الأجور والأسعار، والإفراج عن احتياطيات الحبوب لخفض كلف الغذاء، في «محادثة تلفزيونية» متلفزة من أوائل عام 1977، طلب أيضاً من الأمريكيين الحفاظ على الطاقة في مواجهة نقص الوقود، إلا أن تلك المحاولات لم تنجح في نهاية المطاف، وخسر كارتر الانتخابات لولاية ثانية في عام 1980 أمام رونالد ريغان.

خطوات مؤلمة

التضخم فوق 14% يختلف كثيراً عن معدل التضخم الحالي البالغ 8.6% على أساس سنوي، الذي تم الوصول إليه في مايو من هذا العام، لكن بلومنتال يقول إن بايدن يواجه نفس المعضلة: «آمل أن يختار بايدن بوضوح، وبشكل حاسم وواضح، ويدرك أنه يجب التعامل مع التضخم، وأن يكون على استعداد حقاً لدعم الخطوات المؤلمة للقيام بذلك»، وتتضمن هذه الخطوات المؤلمة دعم الاحتياطي الفيدرالي في الشروع في المزيد من الزيادات على سعر الفائدة الأساسي من أجل تهدئة الاقتصاد، وفقاً لبلومنتال.وتابع: «يتعين على بايدن أن يُظهر الاعتراف للجمهور بأن التضخم له آثار ضارة دائمة على الاقتصاد، وأنه بمحاولة اتخاذ نصف الإجراءات الآن، فإنك تطيل فقط آلام هذه الآثار».

ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الأساسي ثلاث مرات هذا العام، ومن المتوقع أن يقوم بمزيد من الزيادات في الأشهر المقبلة، حيث كانت أول زيادة 25 نقطة أساس في مارس، تلاها ارتفاع بمقدار 50 نقطة أساس في مايو، وفي الشهر الماضي رفع البنك سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس - وهو أكبر ارتفاع له منذ 1994.

محدودية الأدوات

مع محدودية الأدوات للتعامل مع التضخم بشكل مباشر، تحدث بايدن علناً عن خفض أسعار الغاز، وفي يونيو أرسل بايدن خطاباً إلى العديد من الرؤساء التنفيذيين لقطاع النفط ينتقدهم لتحقيق أرباح قياسية بينما لم يفعلوا ما يكفي لزيادة الإنتاج، في وقت لاحق من الشهر اقترح إجازة ضريبة الغاز الفيدرالية لمدة ثلاثة أشهر في محاولة لخفض سعر الغاز، لكن من غير المرجح أن يوافق الكونغرس على الاقتراح.دعوة بلومنتال تأتي لإعطاء الأولوية للتضخم في الوقت الذي تتجمع فيه العديد من الرؤوس السياسية الأخرى على بايدن، بما في ذلك القرارات الأخيرة الصادرة عن المحكمة العليا ذات الأغلبية المحافظة التي ألغت قضية الإجهاض الشهيرة ضد وايد، وحدت بشكل كبير من سلطات وكالة حماية البيئة، وأعاقت جهود السيطرة على الأسلحة؛ كما تعاني البلاد من عمليات إطلاق نار جماعي متتالية، وفي الوقت نفسه لا يزال العديد من المقترضين ينتظرون قرار الرئيس بسن إعفاء واسع النطاق على قروض الطلاب.

قد يكون تحديد أولويات التضخم أمراً بالغ الأهمية، ولكن بلومنتال نفسه يقر بأنه لا يوجد طريق واضح للقيام بذلك «بمجرد دخولك في هذه الدورة، من الصعب جداً أن تكون دقيقاً، أدوات التحليل التقليدية ذات قيمة محدودة في هذه الحالة».