الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تعرف على خسائره.. كيف سيبدو الركود المقبل في أمريكا؟

تعرف على خسائره.. كيف سيبدو الركود المقبل في أمريكا؟

توقعات بانكماش الاقتصاد العالمي 2% في الربع الرابع 2022 ويستمر حتى العام الجديد

تتزايد التوقعات بشأن إمكانية حدوث الركود في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يطرح سؤالاً هاماً حول شكل وطبيعة ذلك الركود المرتقب؟ بحسب تقرير نشرته وكالة «بلومبيرغ». ويبدو أن السؤال الآن لم يعد هل سيحدث الركود في الولايات المتحدة؟، بل أصبح التساؤل عن حجم الركود، حسبما قالت كبيرة الاقتصاديين في « ستيفيل نيكولاس أند كو» ليندسي بيغزا «الاقتصاد المتعثر أمر لا مفر منه، ولقد تجاوز السؤال ما إذا كنا سنشهد حدوث ركود أم لا، إلى التساؤل حول مدى عمق ومدة الانكماش».

أقل ألماً.. وفترة أطول

وأشار التقرير إلى أن العديد من المراقبين يتوقعون أن يكون الركود، حال حدوثه، أقل ألماً بالمقارنة مع الأزمة المالية الكبرى التي وقعت في الفترة ما بين 2007- 2009، وبالمقارنة مع حالات الانكماش المتعاقبة التي حدثت خلال حقبة الثمانينيات. وإذا كان الخبراء يتوقعون أن يكون الركود المقبل «معتدلاً» وليس قوياً، إلا أنه قد يستمر لفترة أطول، بالمقارنة بالركود الذي وقع ودام 8 أشهر بين عامي 1990-1991، أو في عام 2001، نظرا لأن التضخم المرتفع حالياً. ونقل التقرير عن كبير الاقتصاديين الأمريكيين في «نومورا سيكيوريتيز»، روبرت دينت قوله «لدينا خبر سار وآخر سيء.. الخبر السار هو أن هناك حد لمدى خطورة ذلك الركود، أما النبأ السيئ هو أنه سيكون مستمراً لفترة أطول»، متوقعا انكماشا بنسبة 2% تقريباً، يبدأ في الربع الرابع من العام الجاري 2022، ويستمر حتى العام الجديد.

خسائر كبيرة

وأكد التقرير أنه وسط اختلاف التوقعات حول الركود، إلا أن هناك أمراً واحداً مؤكداً فيما بينها، إن الركود المقبل سيحمل الكثير من الخسائر، ففي عشرات حالات الركود التي حدثت منذ الحرب العالمية الثانية، انكمش الاقتصاد بمعدل متوسط 2.5%، وارتفعت البطالة بنحو 3.8%، وانخفضت أرباح الشركات بنحو 15%، وكان متوسط طول فترات الركود حوالي 10 أشهر. وأوضح التقرير أنه حتى في أقل حالات الركود، من حيث طول مدتها، فقد أدت إلى فقدان مئات الآلاف من الأمريكيين لوظائفهم، كما عانت سوق الأسهم من مزيد من الانخفاض. ونقل التقرير عن الخبير المخضرم في مجال الأسهم الخاصة، سكوت سبيرلينغ قوله «سيكون هذا هو الركود السادس أو السابع، الذي أشهده، منذ أن بدأت العمل، وكل منهم كان مختلفاً إلى حد ما، وكل منهم له نفس الألم».

ومن جانبه، خفض كبير الاقتصاديين الأمريكيين في (جي بي مورجان)، مايكل فيرولي توقعاته للنمو في منتصف العام معتبراً أنها تقترب بشكل خطير من الركود. ونقل التقرير أيضاً عن كبير المستشارين الاقتصاديين لشركة (Allianz SE)، الخبير الاقتصادي العالمي الدكتور محمد العريان تعبيره عن قلقه بشأن تكرار سيناريو الشلل الذي جرى خلال السبعينيات، حيث خفف بنك الاحتياطي الفيدرالي من سياساته في التعامل مع الضعف الاقتصادي، قبل أن ينجح في التغلب على التضخم، وكان العريان في مقدمة من حذروا خلال العام الماضي، من أن الاحتياطي الفيدرالي، ارتكب خطأً فادحاً بالتقليل من أهمية تهديد التضخم.

أما رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، فكان موقفه واضحاً بالرد والتأكيد على أنه رغم وجود خطر حدوث الركود، فإن الاقتصاد الأمريكي لا زال في حالة جيدة، ويستطيع تحمل رفع أسعار الفائدة وتجنب الانكماش.