الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عرش القارة العجوز

قبل 12 عاماً كانت صناعة كرة القدم العالمية على موعد مع تحول استثنائي، تغيرت معه موازين القوى في مهد كرة القدم في العالم، عندما برز اسم نادي مانشستر سيتي متصدراً العناوين الرئيسة لأقوى دوريات العالم، محققاً إنجازات مدوية وضعته في مصاف الكبار، ليس فقط على صعيد إنجلترا بل على مستوى القارة العجوز بأكملها.

و قبل عام 82 لم يكن هناك ذكر أو مكان في مدينة مانشستر سوى لنادٍ وحيد هو مانشستر يونايتد ، الذي يسيطر على القاعدة الجماهيرية الأكبر على صعيد الأندية الإنجليزية، وفي زاوية ليست ببعيدة عن معقل اليونايتد يتواجد نادٍ صغير يكاد لا يكون له موقع، وشاءت الأقدار أن تذهب ملكية النادي لرجل يملك رؤية استثنائية في عالم الاقتصاد والاستثمار والرياضة، وانتقال ملكية النادي لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان كانت بمثابة نقطة التحول للكثير من الأفكار التي جعلت العالم يقف إعجاباً أمام تلك التجربة التي غيّرت ملامح المدينة قبل أن تغيّر موازين اللعبة في إنجلترا.

الاستثمار في عالم كرة القدم يختلف عن غيرها من الاستثمارات، لأن نجاحها مرتبط بالنجاح الفني، والوصول لتلك المعادلة المتمثلة في تحقيق التوازن بين الاستثمار التجاري من خلال رفع اسم النادي في السوق الداخلية والأوروبية، وربطها بالنجاحات الفنية لضمان تحقيق معادلة النجاح، كان التحدي الأكبر والأصعب، ومنها انطلقت الأفكار الإبداعية لسمو الشيخ منصور، الذي اختار الانطلاق من القاعدة في السنوات الأولى، من خلال تأسيس أكاديميات تهتم بالناشئين وربطهم بشعار النادي، وعلى خط موازٍ كان العمل على التعاقد مع لاعبين يملكون الجرأة وروح التحدي لاقتحام عالم الكبار، ولأن الاختيار كان مدروساً بعناية نجح مانشستر سيتي في أن يفرض نفسه على عالم الكبار وأن يصبح كبير إنجلترا.

تجربة مانشستر سيتي مثال واقعي للفكر الإداري والعقلية الاستثمارية الناجحة، لأن أساس المشروع مبني على جانب إنساني، بعيداً عن مبدأ الربح والخسارة.

كلمة أخيرة

فوز مانشستر سيتي بـ11 لقباً من مجموع 12 في الأعوام الأخيرة، قصة نجاح لرجل جاء من الصحراء ليتربع على عرش الكرة في مهد الكرة ويخطط لعرش القارة العجوز.