الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لماذا تُهمل السير الذاتية؟

أقرأ العشرات من الكتب سنوياً في مختلف المجالات منها الأدب والفلسفة والتاريخ، وتبقى أهم تلك الكتب هي السير الذاتية للأشخاص الناجحين والمؤثرين، بحيث أستقي منها خبرات سنوات كثيرة متراكمة، وبإمكاني الاستفادة منها والتعلم من أخطائها.

قبل مدة قصيرة التقيت بأحد الأصدقاء المثقفين وتناولنا الحديث حول كتابة السير الذاتية، ودار الحديث بيننا عن أهمية كتابة السير الذاتية للمؤثرين، ليس فقط الأثرياء أو ورجال الأعمال، بل لرجالات الدولة أيضاً، وخاصة أولئك الذين كان لهم دور كبير في رسم حياة شعوب دولهم.

تطرقنا إلى أسماء كثيرة عربية رحلت دون تدوين ولو أسطر قليلة عن حياتهم والعوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاحهم والتحديات التي واجهتهم طوال سنين حياتهم المثيرة.


في الغرب يولون أهمية قصوى للسير الذاتية، إضافة إلى قيمتها المادية، لأنهم يعلمون بأن البشرية لم تتقدم إلا بسبب تراكم الخبرات والتعلم من التجارب التي مرّ بها أسلافنا، السعيدة منها والحزينة، وأضيف بأنها أقرب بالواجب الأخلاقي للبشر.


لم أستغرب إطلاقاً، أثناء قراءتي لسيرة الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، بأنّ كاتب سيرته الذاتية الأمريكي ريتشارد ستينغيل، عاش مع مانديلا ثلاث سنوات وكان فيها مثل ظلّه، حتى في اجتماعاته، من أجل تسجيل أدقّ التفاصيل عن حياة مانديلا، ولم يتورع من إبداء آرائه الشخصية في مانديلا حتى السلبية منها.

لكن عندنا، ربما يكون أحد أسباب عزوف العرب عن كتابة سيرهم الذاتية هو ما ذكره الكاتب السوداني أمير تاج السر الذي يرى بأنّ السير الذاتية في العالم العربي قليلة المصداقية لأنها: «تُكتب بحبر تم غسيله وتطهيره..».