الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

اللوفر أبوظبي.. الحضور الثقافي الإماراتي

يجمع المراقبون على أن دولة الإمارات العربية المتحدة باتت تشكل مركزاً عالمياً للاقتصاد، ونقطة ارتكاز على الصعيد السياسي، وواحة للإنسانية والحوار بين الثقافات وجسر تواصل بين الحضارات، وذاك كله نتيجة رؤية قيادتها الرشيدة التي جعلت منها قلباً نابضاً يضخ المبادرات في شرايين الإنسانية، تماماً كما القلب في جسد الإنسان.

الثقافة هي الحياة، وكما أن الجسد يحتاج إلى روح كي يحيا، فكذلك هي الثقافة، وإيماناً من القيادة بدور الثقافة والتعليم منذ قيام الإمارات على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، والإيمان بأن الحفاظ على التراث هو بناء للمستقبل، حيث إن المجتمع دون تراث وثقافة هو مجتمع بلا ذاكرة، وبالتالي يصبح غير قابل للحياة.

وتلك المعادلة لا مكان لها لدى الإمارات، التي تعتز بثقافتها وتراثها ودورها في بناء مجتمع متقدم، فهي كما أنها تجمع العالم اقتصادياً وسياسياً، وأنها فتحت ذراعيها لكل شعوب العالم، بثقافاتهم وحضاراتهم ليتناغموا ويتفاعلوا مع الإماراتيين، فقد ذهبت العاصمة أبوظبي إلى شراكة تعزز رؤيتها للمستقبل، فكان الاتفاق مع فرنسا على افتتاح فرع لمتحف اللوفر، الذي يزخر بتاريخ الإنسانية في أبوظبي، والذي يعتبر المتحف العالمي الأول في العالم العربي، الذي يجسّد روح الانفتاح والحوار بين الثقافات، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عشية افتتاح اللوفر أبوظبي.


وأضاف سموه: «متحف اللوفر أبوظبي يعبر عن نهج الإمارات في تواصلها الثقافي، وسعيها لتكون جسر معرفة وتسامح مع كافة شعوب العالم».


إن هذا المتحف هو ثمرة شراكة للعلاقات الاستراتيجية التي تجمع الإمارات مع فرنسا، والذي يعتبر انعكاساً للثقافة الإنسانية التي تجسدها الإمارات.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أكد أن اللوفر أبوظبي هدية من الإمارات للعالم، وكيف لا يكون ذلك والإمارات هي سباقة في صناعة المستقبل، والعمل على بناء مواطن يعتز بتاريخه وثقافته، ويمتلك الأدوات التكنولوجية المواكبة للتطور مستندة إلى ثقافة متنوعة، كما أن الإمارات امتلكت القدرة على خلق ثقافة راقية للتسامح والتعايش، ما جعلها صاحبة رؤية وبعد نظر في هذا المجال مواجهة موجات التطرف والانغلاق والتشدد، وبالتالي فإن متحف اللوفر أبوظبي أتى في سياق استراتيجية الإمارات للمستقبل وتعزيز حضورها الثقافي، وبناء ذاكرة جماعية وعالمية.