السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

إكسبو.. أحلام الفلاسفة تتحقق

«اليوتوبيا» تحويل العقل البشري للبحث عن «مدينة فاضلة» كما حلم أفلاطون بـ«المدينة الفاضلة المثقفة»، واعتقد الفارابي أنها معقل للسلام، أو كما تجلى في منظور الفيلسوف الإيطالي توماسو كامبانيلا، حيث إن حلمه بـ«مدينة الشمس» التي تجمع العالم في بوتقة على الأرض لتكريس أسباب التحضر لم يعد ضرباً من الخيال، كما شهدنا مع انطلاق إكسبو 2020.

بحضور واضح لمشروع ثقافي عالمي يهتم بالتنمية الاقتصادية والفلسفة التي يقوم عليها مشروع بناء الإنسان، والذي تم تنفيذه بسيادة فكرية ضمنت توفير المشهد الاجتماعي والفني والثقافي والأدبي في إكسبو دبي 2020، ذلك «الكرنفال» العالمي، والتوجيه الأيديولوجي المتناغم مع خطاب العولمة والإعلام، ومع ثوابت جذب الطاقة الإيجابية للانفتاح الاستقطابي.

هذا يستدعي الارتقاء بالحس الحضاري لينسجم مع الوضع المدني في هذه البوتقة، ولتصنيع التسامح والوئام لينصهرا في ضمير الجميع، وهي عملية مطابقة قائمة بين البداوة وقيمها الحكيمة مع الحضارة، مفاهيمها المدنية التي تتأسس فيها أطر تضمن التعددية الثقافية وتواصل شعوب المعمورة، باعتبارها فضاءً خصبًا لإلهام المشاعر والإرادات بمقتضى العقل.


هكذا تجسدت ملامح الإنسانية في المشهد المهيب للقادمين إلى إكسبو دبي 2020، ولدى الذين تحدثوا عن فعالياته في الإعلام العالمي، وقد تكررت عبارة (اليوتوبيا) في وصف إمارة دبي، حيث التسامح والسلام والاستقرار والتنمية المستدامة بأسلوب فاق كل ما ورد في تاريخ إكسبو منذ دورته الأولى في لندن عام 1851.


عليه، مع هذه الفعاليات الفريدة والمميزة، فإننا أمام جغرافيا جديدة، وهي «جغرافيا الثقافة الفكرية» القائمة على تكييف المفاهيم، كما هي الحال في أدب المناظرات حول محتوى التفرد، وهو «إبداع عظيم» خصصته الإمارات لمشروع (إكسبو) ومشتقاته المبتكرة، بما يتوافق مع الدعم المعنوي والمالي والإعلامي القائم على مصلحة الجميع.

طالما حرصت دولة الإمارات على ابتكار كل ما هو جديد وتقديمه للعالم، ليكون نموذجاً يحتذى، من أجل الارتقاء بأسلوب الحياة إلى مستويات غير مسبوقة من الفخامة، لكل من يقيم على أرضها وزوارها، و«إكسبو دبي 2020» هو أحدث ابتكار في المنطقة يمثل تجسيداً واقعياً لمفهوم الانفتاح، كبيئة مثالية تنشر السعادة.

السعادة المثالية لا توجد في المجتمعات غير المتكاملة، بل تتحقق من خلال التكامل الشعبي والتواصل البشري، كما نشهد في التفاصيل الدقيقة والرؤى الثاقبة في «مدينة إكسبو» الجاذبة، ومن خلال التقريب بين الناس للتعرف والتعاون إلى الأشياء التي تجلب الفرح، وكأنه تحقيق أحلام الفلاسفة: أفلاطون، الفارابي، وكامبانيلا!