الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«البيه السكرتير»

«البيه السكرتير» شخصية مختلفة عن «البيه البواب» الذي أدى دور البطولة فيه الراحل أحمد زكي، وإن كانت الشخصيتان تتشابهان في أنهما تتجاوزان مسمياتهما الوظيفية المحددة، ويبنيان لنفسيهما كيانات عظيمة تفوق من يوظفهما.
البيه السكرتير قد تطلق عليه مسميات مختلفة، كمدير مكتب أو منسق عام أو السكرتير التنفيذي وغيرها من المسميات، التي تجتمع في مسمى واحد وهو «الحاجب» الذي لن يُمكنك رؤية صاحب القرار في المؤسسة إلا بأمره.

من جانب آخر لو ترك السكرتير الباب على مصراعيه لرؤية المسؤول لعمّت الفوضى المؤسسة، ولما تمكن المسؤول القيام بأعماله المهمة في سير أمور مؤسسته، كما أن السكرتير قد يتعرض للمسائلة، إذا تجاوز بعض التعليمات وسمح لأي شخص من الوصول للمسؤول.

المقصود هنا ليس ذلك السكرتير المغلوب على أمره الذي يتبع التعليمات، ولكن المقصود السكرتير الذي يُنصّب نفسه حاكماً، ولا يمكن أن تلج قصاصة ورقة أو ترى ظل موظف أو مراجع مكتب المسؤول إلا بأمره، حتى إن البيه السكرتير مع مرور الوقت يُشكل لنفسه حاشية تُسيطر على القرار في المؤسسة، من دون أن يعي مسؤوله ذلك، ولا سيما إذا كان مسؤوله من المستسلمين لعبارة «كل شيء تمام يا فندم».

سكرتير إحدى المؤسسات وعلى مدى سنوات حرم أحد المتعاملين مع مؤسسته من رؤية ثلاثة مسؤولين تعاقبوا على رئاسة المؤسسة

سكرتير إحدى المؤسسات- على مدى سنوات- حرم أحد المتعاملين مع مؤسسته من رؤية ثلاثة مسؤولين تعاقبوا على رئاسة المؤسسة، رغم أن ذلك المتعامل كانت لديه في كل مرة أفكار تطويرية لم توافق المصلحة الضيقة للبيه السكرتير، الذي لا يمكن أن يحس لنفسه بقيمة إذا تطورت المؤسسة التي هو فيها.


في السابق قد يكون هناك بصيص أمل من رؤية المسؤول أثناء دخوله المؤسسة أو في الممرات أو المصاعد أو أن يخرج من مكتبه إذا ارتفع صوت المراجع مع السكرتير، ولكن هذا الأمل تلاشى بعد سياسة التواصل عن بُعد وأيقونة «تواصل مع رئيس المؤسسة» الموجودة على مواقع بعض المؤسسات، فالبيه السكرتير هو من سيكون في استقبال رسالتك الإلكترونية بعد أن أصبح الحاجب الإلكتروني للمؤسسة، ولم يتغير شيء إلا أسلوبه في حجب الوصول لصاحب القرار في المؤسسة من المواجهة إلى الاختباء وراء أزرار الرفض والإهمال.