الخميس - 16 مايو 2024
الخميس - 16 مايو 2024

سيارة المستقبل.. هل هي الكهربائية أم الهيدروجينية؟

في سباق محموم تتنافس كبرى شركات السيارات لإنتاج مركبات صديقة للبيئة، كما تتسارع في الوقت ذاته التشريعات الحكومية المقيدة لصناعة السيارات التقليدية، فولاية كاليفورنيا الأمريكية أصدرت تشريعاً يمنع بيع السيارات الجديدة العاملة بالغازولين في الولاية بحلول العام 2035، بالتأكيد لن تكون كاليفورنيا وحيدة في هذا القرار حيث من المتوقع أن تحذو حذوها الولايات الأخرى قريباً.

أقرت الصين خطة طموحة لإنتاج 50000 مركبة هيدروجينية في العام 2025، على أن يرتفع العدد إلى مليون مركبة إضافية خلال 5 سنوات بعد ذلك، واعتمدت كوريا الجنوبية واليابان خططاً مشابهة لزيادة أعداد السيارات الهيدروجينية على طرقاتها في المستقبل المنظور.

في وقتنا الحاضر بدأت السيارات الكهربائية في الانتشار في الكثير من مدن العالم، فهي أحد الحلول الناجحة في الحد من الانبعاثات الكربونية الضارة، في المقابل بدأت السيارات الهيدروجينية بالدخول إلى الأسواق ولو بأعداد خجولة كمركبات صديقة للبيئة هي الأخرى، لكل من التصميمين العديد من المزايا، إلا أن هناك بعض النقاط يتوجب مراعاتها في عملية المقارنة بينهما.

من المجدي اقتصاديا البدء في تهيئة البنية التحتية للمركبات الهيدروجينية من معامل إنتاج وخزانات ومحطات تعبئة وانتظار ما هو مقبل

السيارة الكهربائية وإن امتازت بفعالية أكبر في استخدام الطاقة إلا أن ما تقطعه من كيلومترات في التعبئة الواحدة أقل من نظيرتها الهيدروجينية، وذلك لأن البطارية، وهي العنصر الأساسي في السيارة الكهربائية، تزن ما يقارب النصف طن، بينما لا يتجاوز وزن خلية الوقود وهي ما يماثل البطارية في السيارة الهيدروجينية الـ60 كيلوغراماً، كما أن إعادة شحن المركبة الكهربائية يستغرق في الأغلب ساعتين بينما لا يتطلب الأمر سوى عدة دقائق في المركبة الهيدروجينية.

قد تبدو هذه النقاط ثانوية على مستوى الاستخدام الفردي حيث بالإمكان شحن البطارية خلال الليل، إلا أنها على مستوى سيارات الأجرة ووسائل المواصلات العامة والتي تعمل على مدار الساعة بالغة الأهمية.

ثم إن السيارات الكهربائية وفي حال انتشارها على نطاق واسع ستشكل ضغطاً إضافياً على شبكات الكهرباء خصوصاً في ساعات الذروة خلال فصل الصيف، فلو تخيلنا آلاف المركبات الموصلة بالشبكة الكهربائية لإعادة شحنها في الساعة الواحدة بعد الظهر في شهر أغسطس، سيكون من السهل تصور حجم الأحمال الإضافية على تلك الشبكة.

إن المنافسة هنا لن تكون بنظام خروج المغلوب، بل ستظل السيارات الكهربائية ذات الفعالية الأعلى مرغوبة في المدن وعلى النطاق الفردي والعائلي، بينما ستهمين المركبات الهيدروجينية على وسائل المواصلات العامة والشحن والتنقل لمسافات طويلة، لذلك فمن المجدي اقتصادياً البدء في تهيئة البنية التحتية للمركبات الهيدروجينية من معامل إنتاج وخزانات ومحطات تعبئة وانتظار ما هو مقبل.