الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

لماذا يخاف المستثمر من ارتفاع التضخم؟



طوال سنوات العقد الماضي كان هناك قلق لدى اقتصادات الدول المتقدمة من استمرار معدلات التضخم المتدنية، واستنفدت بنوكها المركزية جميع أسلحتها التقليدية في محاولة لرفع هذه المعدلات، لكن لم تكن هناك نتيجة فعلية لكل تلك المحاولات.

استفادت الأسواق المالية من معدلات الفائدة القريبة من الصفر، تألقت وسجلت مستويات تاريخية ثم ما لبثت أن انقلبت الأوضاع رأساً على عقب مع انفجار أزمة كورونا وانهيار البورصات وسقوط الداو جونز الأمريكي بحوالي 11 ألف نقطة، ولكن تدخل الحكومات مرة جديدة بخطط إنقاذ وبرامج تحفيز ساهم في تعويض الأسواق لخسائرها، لا بل استطاعت تحطيم مستويات قياسية.


كان واضحاً أن الحكومات أضحت أكثر خبرة في التعاطي مع الأزمات بسبب الهزات التي واجهتها منذ الأزمة العالمية في عام 2008، هذا رغم أن الأزمة الحالية بدأت كأزمة صحية، ثم تحولت إلى أزمة اقتصادية في الأخير مع انهيار الناتج المحلي الإجمالي للدول المتقدمة بعد الإغلاق الكبير الذي حصل.

مستويات تضخم متدنية تعني أن الاقتصاد ضعيف، في المقابل مستويات أعلى من 2% كمتوسط قد تهدد نمو الشركات

في المقابل كانت هناك أزمة بدأت في سلاسل التوريد وتطورت بشكل متسارع، وأدى ذلك إلى تسارع التضخم في مختلف دول العالم مدعوماً بارتفاع أسعار الطاقة، فبدأت البنوك المركزية تعبر عن قلقها هذه المرة من ارتفاع التضخم وتهديده لنمو الشركات والاقتصاد العالمي، وبالتالي أصبحت هذه البنوك أمام تسارع رفع معدلات الفائدة للجم مستويات التضخم، التي اعتقدت البنوك أن هذه الارتفاعات ستكون مرحلية بسبب فتح الاقتصاد وأزمة سلاسل التوريد وبعدها سيهدأ التضخم، ولكن في كل مرة كانت تأتي أرقام نتائج مؤشر المستهلك تتفاجأ الأسواق بارتفاع الأسعار.


الآن نصل إلى أهم سؤال: لماذا يهتم المستثمر بقوة بأرقام التضخم؟

بداية، مستويات التضخم المتدنية تعني أن الاقتصاد ضعيف، في المقابل مستويات أعلى من 2% كمتوسط قد يهدد نمو الشركات وقد تتآكل عوائد المستثمرين في أسواق المال وخصوصاً عندما يقفز عائد 10 سنوات للسندات الأمريكية فوق 3%، وإذا كان المستثمر يحقق نسباً متقاربة أيضاً في أسواق المال مما يعني أن استثماراته ليست لها أي فائدة تذكر، إذ سيتعرض القسم الأكبر من أرباحه للتآكل.

الأمر ليس محصوراً بالمستثمر الفرد، فالشركات أيضاً عند ارتفاع معدلات الأجور مع ارتفاع الأسعار بحدة، يؤدي ذلك إلى تراجع أرباحها، وبالتالي ستراجع الشركات حساباتها بالنسبة لمشاريعها التوسعية، وتصبح أكثر حذراً في خطواتها المستقبلية، وكل ما ذُكر سيؤثر بطبيعة الحال على نظرة المحللين بالنسبة لأهداف أسهم الشركات.