الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

الأزمة الروسية - الأوكرانية وأسواق السلع

فوجئ العالم قبل أيام بدخول القوات الروسية إلى الأراضي الأوكرانية لتندلع أزمة تعتبر ربما هي الأخطر في مقياس الجيوسياسة منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية.

روسيا وأوكرانيا مجتمعتان تشكلان مصدراً رئيسياً للكثير من السلع الزراعية والمعادن الصناعية والطاقة، بالتالي توقيت هذة الأزمة في غاية السوء من حيث ارتفاع الأسعار المتوقع، وخاصة أن نسبة التضخم شهدت ارتفاعاً هو الأكبر منذ 40 عاماً، كنتيجة مباشرة لعودة الطلب بعد غياب نتيجة أزمة جائحة كورونا وإرتفاع أسعار الطاقة والسلع لمستويات شبه قياسية حتى قبل الأزمة.

الطاقة

روسيا رقم لا يستهان به في عالم الطاقة فهي أكبر مُصدر للغاز الطبيعي تحديداً لأوروبا حيث يمثل الغاز الروسي 46% من إجمالي الواردات والذي بدوره يمثل 83% من صادرات روسيا من الغاز بحسب موقع يوروستات.

بالنسبة للنفط، روسيا تستحوذ على 12% من إجمالي الصادرات عالمياً، 53% منها لأوروبا و 39% لآسيا. أهمية إمدادات روسيا من الطاقة إنعكست فوراً على أسعار العقود الآجلة، حيث سجل النفط خام برنت مستوى فوق الـ100 دولار لأول مرة منذ عام 2014 مع توقعات باستمرار ارتفاعه إذا تفاقمت الأزمة وشملت عدة بلاد أخرى خاصة مع التوقعات باستمرار الزيادة في الطلب بمعدل 4.1 مليون برميل يومياً هذه السنة بحسب منصة بلاتس لأبحاث الطاقة.

الأزمة خطر كبير على إقتصادات الدول العربية حيث تعتمد الكثير منها على استيراد القمح من البلدين بشكل أساسي

المعادن الصناعية

روسيا تلعب دوراً رئيسياً كذلك في قطاع التعدين وخاصة المعادن الصناعية، فهي أكبر منتج لمعدن الألمنيوم بعد الصين بـ6% من إجمالي الإنتاج، وبما أن هناك فجوة في إمدادات الألمنيوم حتى قبل الأزمة، فالتوقعات أن الأسعار ستستمر في الارتفاع حتى بعد أن ارتفعت بـ3% يوم دخول القوات الروسية لأوكرانيا وتسجيل مستوى قياسي جديد، 3450 دولاراً للطن، لأول مرة منذ 2008.

بالأضافة للألمنيوم، تعتبر روسيا منتجاً رئيسياً للكثير من المعادن الصناعية المهمة لثورة الكهرباء والاقتصاد حيادي الكربون المستقبلي الذي يشهد إقبالاً كبيراً، فهي تستحوذ على 42% من إنتاج البلاديوم، و 12% للبلاتينيوم، 10% من النيكل، و4% من النحاس.

السلع الزراعية

كذلك هي أكبر مصدر للقمح في العالم، حيث تستحوذ على 20% من إجمالي الصادرات. أوكرانيا كذلك لا تقل أهمية عن روسيا حيث تسمى بسلة غذاء أوروبا. كذلك انعكست أهمية البلدين في ارتفاع كبير في أسعار السلع الزراعية خاصة القمح حيث ارتفع بـ13.87% خلال أسبوع فقط!

تمثل الأزمة خطراً «كبيراً» على اقتصادات الدول الناشئة والعربية خاصة حيث تعتمد الكثير من الدول العربية على استيراد القمح من البلدين بشكل أساسي، من أبرزها مصر التي تستورد 78% من إجمالي وارداتها من القمح من روسيا وأوكرانيا (54% من روسيا و 24% من أوكرانيا).