الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

من سيُنقذ صناعة النفط.. الشركات العالمية أم الوطنية ؟



الجميع يعلم بالخسائر الهائلة التي تكبدتها شركات النفط العالمية الكبرى والوطنية وصناعة النفط قاطبة بسبب انخفاض الأسعار، وما تبعه من إغلاقات فرضتها الدول للحد من انتشار الجائحة، حيث قدرت خسائر أكبر خمس شركات نفطية في العالم مجتمعة وهي شيفرون، إكسون موبيل، شل، توتال، وبريتش بتروليوم بحدود 77 مليار دولار لعام 2020.

هذه العوامل أدت للضغط على الشركات الكبرى باتخاذ قرارات هي الأصعب لخفض التكاليف عن طريق عمليات تسريح جماعي للعمال أو خفض حاد في الاستثمارات في قطاع المنبع، لكن مع انعكاس مسار أسعار النفط من هبوط لصعود من جديد واستقرارها عند المستويات الحالية، وإن غلب عليها التقلبات الحادة هبوطا وصعودا، بأسباب خارجة عن إرادة الأسواق، فهل تعود الاستثمارات النفطية من قبل شركات النفط العالمية من جديد؟ ام هل تتسيد الموقف شركات النفط الوطنية ذات الاحتياطيات العالية والحقول النفطية ذات التكلفة الأقل، خصوصاً مع تحقيق صافي أرباح في عام 2021، حيث سجلت إكسون موبيل صافي أرباح 23 مليار دولار، شيفرون 15.6 مليار دولار، توتال 16 مليار دولار، برتش بتروليوم 7.6 مليار دولار وشل 19.3 مليار دولار.

التباين في أعمال الشركات البترولية العالمية سيخلق فراغا قد يعيد "أرامكو"، و"ادنوك"، للسيطرة بشكل كبير



في حقيقة الأمر، هناك نقاط توافق ونقاط اختلاف بين هذه الشركات الدولية. أهم نقاط التوافق بان الاقتصادات سوف تتعافى وأن السكان ومستويات المعيشة ستستمر بالنمو، مما يعني نموا في الطلب العالمي على الوقود الأحفوري بجميع انواعه خصوصا بعد انكشاف الدول الأوروبية مع الأزمة الاوكرانية الحالية، لكن مع توخي الحذر في مستويات الانبعاثات الكربونية والأهداف المناخية، بالإضافة لذلك سيتم تقييم جميع الأصول النفطية التي تعمل بها شركاتهم والبحث عن حقول تقليدية أو بحرية ذات طابع أقل استثمار من جهة المحافظة على الإنتاج بعكس الحقول غير التقليدية التي يجب الاستثمار المستمر فيها للإبقاء على مستويات الإنتاج.


أما نقاط الاختلاف فقد تعمل الشركات الأمريكية على تقليص أو على أقل تقدير عدم زيادة انفاقها الاستثماري بقوة، وذلك لخفض نسب المديونية لعدم وضوح الرؤية من الإدارة الحالية في الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه الوقود الاحفوري، كما انها اقل جاذبية من الشركات الأوروبية في الاستثمار في الطاقات المتجددة.

هذا التباين في النظرة المستقبلية لأعمال تلك الشركات العالمية سوف يخلق فراغا ونقصا في الاستثمارات مما سوف يعيد الشركات الوطنية مثل أرامكو السعودية، و شركة بترول أبو ظبي الوطنية "ادنوك"، وغيرها للواجهة بالسيطرة على الأسواق النفطية من جديد وبشكل كبير، لذلك لابد من الاستثمار بشكل أكبر لاقتناص هذه الفرصة وتعظيم العوائد المالية المرجوة من الاحتياطيات النفطية.