الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الوجبات الشعبية في خطر.. استمعوا للحكومات

في الأزمة الغذائية العالمية الحالية، لجأت الحكومات إلى جانب الإجراءات الاقتصادية إلى وسيلة تقليدية تاريخية معروفة وهي توجيه النصائح إلى الشعوب في محاولة لتوعية شعوبها بأبعاد الأزمة وخطورة استمراراها.

النصائح لم تقتصر فقط على حكومات الدول النامية أو دول الاقتصاديات الناشئة وإنما لجأت إليها حكومات الدول المتقدمة أيضاً صاحبة الاقتصادات القوية، فالأزمة يبدو أنها أقوى من قدرة أي حكومة مهما كانت قوة إجراءاتها على المواجهة وبالتالي وعملاً بمنطق «يد واحدة لا تصفق» فقد دعت الشعوب إلى المشاركة.

الحكومة البريطانية رأت ضرورة نصيحة المواطنين وسط أكبر ضغط على دخول الأسر منذ منتصف الخمسينيات، فقد حذر محافظ بنك إنجلترا، أندرو بايلي من عجز «مروع» في إمدادات الغذاء على مستوى العالم، مؤكداً أنه يقف «عاجزاً» عن مواجهة التضخم الذي يحقق ارتفاعات حادة في الفترة الأخيرة وسط أضرار بالغة لحقت بالاقتصاد البريطاني جراء الصراع في أوكرانيا.

من أهم النصائح الآن للشعب البريطاني -أرجوك لا تسخر أو تضحك- هي:

حافظوا على الوظائف الحالية وعلى الدخل الشهري الذي يساعدكم على السباحة في بحر الأزمة، حافظوا على الأموال اللازمة لمستلزمات ومتطلبات البيت بقدر الإمكان.

اشتروا من محلات وسوبرماركت ومتاجر تقدم خصومات وعروض خاصة وأسعار مناسبة. اشتروا الذي تحتاجونه فقط واستغنوا عن منتجات الرفاهية.

زادت أسعار الوجبات في بريطانيا منذ أواخر فبراير بنسبة 21%

وبالتأكيد هذه النصائح وأكثر ليس المعنيّ بها الشعب البريطاني وحده، فشعوبنا الغاضبة والمندهشة أيضاً مدعوة للاستماع إلى نصائح حكوماتها. الأمر خطير ويبدو أن الحرب الأوكرانية ستمتد آثارها إلى الوجبات الشعبية في دول العالم، فإذا كانت الوجبة الشعبية في بريطانيا قد تأثرت بارتفاع أسعارها بشكل كبير، فما شأن الوجبات الشعبية الأخرى في دولنا العربية مثل الفول والطعمية والكشري في مصر.

الوجبة الشعبية في بريطانيا،«الفيش آند شيبس» -السمك والبطاطس المقلي- تتعرض أماكن بيعها لضغوط شديدة، والسبب يعود لارتفاع أسعار المكونات الرئيسية لوجباتها، والبعض يتوقع أن تغلق ثلث هذه المطاعم التي يبلغ عددها حوالي 10 آلاف خلال الأشهر التسعة المقبلة.

أسعار الوجبات منذ أواخر فبراير زادت بنسبة 21%، حيث كان متوسط سعر سمك القد العادي ورقائق البطاطس حوالي 7 جنيهات استرليني، أما الآن فيقدر بنحو 8.50 جنيه استرليني، وسط مخاوف لفقدان العملاء والزبائن، لا سيما أن مكونات الوجبة تأتي من روسيا وأوكرانيا، وهذا ما زاد من حدة الأمر،حيث سمك القد يأتي 40% منه من المياه الروسية، وحوالي نصف كمية زيت الطهي المستخدم في إعداد الوجبات يعتمد على ما يتم استيراده من أوكرانيا، وما يزيد من آلام تلك المطاعم فواتير الطاقة وأزمتها وأسعار الأسمدة الخاصة بزراعة البطاطا، فالمهمة أمام أصحاب المطاعم والمواطنين باتت شاقة.