الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بين حسن الصباح.. وأردوغان

حسنا!!.. ما هي خلاصة مغامرة رجب طيب أردوغان في المحصلة؟.. كل ما نراه الآن وعلى أرض الواقع دعم عسكري تركي بالطيران والآليات لمليشيات من خوارج العصر الحديث من شذاذ الآفاق الذين تلوثوا بعقلهم ووجدانهم وفقدوا إنسانيتهم تحت وطأة التطرف الذي عصف بهم، يحاربون بدموية الأكراد ولا يفرقون بين سياسي ومدني وعسكري، وعلى الأرض السورية التي أحرقها الدواعش ولا سيطرة لدمشق عليها.

يقول أردوغان: أن الحل الوحيد للمشكلة بأن يلقي الأكراد سلاحهم وينسحبوا من أي اراض متاخمة للحدود التركية!! فأين يريد سلطان أنقرة أن يذهب الأكراد بالضبط؟.

أي تحالفات مجنونة يريد أردوغان للأكراد أن يلقوا بأنفسهم عليها وهم دوما وتاريخيا حصيلة فرق التحالفات التي تتقاطع وتتصالح في النهاية؟.


لا يمكن أن تحل المشكلة الكردية إلى الأبد إلا إذا كنت قادرا على أن تجعل الأكراد يختفون تماما من على وجه العالم، وأي حل غير ذلك ( وهو حل إجرامي طبعا) لن يكون إلا دحرجة أمامية إضافية لكرة الثلج التي تكبر وتكبر.


الحل الآخر، وهو الذي لا يفكر فيه أحد وبالتأكيد لن يفكر فيه مدعو حماية الإسلام والمسلمين، هو في الحوار الجاد، والحقيقي على مستوى دولي وإقليمي لوضع حل منطقي وواقعي لشعوب جغرافيا كردستان، وصيغة الكيان الذي سيجمعهم.

كل ما فعله أردوغان حتى اللحظة، أنه أنجز نقطة عالقة في قائمة أهداف النظام في دمشق، وبالنيابة عن الأسد حشر الأكراد في زاوية دموية غير مسبوقة، وبنفس الوقت حقق أردوغان هدفه المخابراتي بتحرير مرتزقته «المتطرفين» من قبضة الأسر او الحصار، وأعاد لملمتهم تحت لوائه كجيش مرتزقة يشبه جيش الحشاشين التاريخي، ليفلته لا على الحدود الأوروبية وحسب، بل يمكن له في عالم أصبح قرية صغيرة ان يسربه إلى أي حدود على وجه الأرض.

نحن نتحدث هنا، عن أول تنظيم برعاية رسمية لخلايا إرهابية تشبه خلايا حسن الصباح التي قرأنا عنها في التاريخ، فهل يبحث أردوغان عن دور حسن الصباح، وهل عمق الكيلومترات الذي يستبيحه بلا رادع هو استحضار جديد لقلعة «آلموت» في القرن الواحد والعشرين؟ القصة لا تقف عند حدود آمنة لتركيا، فتلك مسألة كان يمكن حلها بالحوار السياسي والترتيبات الدولية وحسب الأصول، لكن ما يخبئه لنا سلطان أنقرة وقد كشف عن علاقته الوثيقة بكتائب الإرهاب الدموي الداعشي والمتطرف قد يكون أبعد من ذلك بكثير.

مخطيء جدا الرئيس دونالد ترمب وهو يتحدث بتكرار عن السبعة آلاف ميل التي تفصله عن «حروب القبائل» كما وصفها، فحشاشي العصر الحديث دمويون بلحى حليقة وأفكار مدمرة، والأطلسي مثله مثل المحيط الهادي، مثل كل بحار العالم التي تلاشت واختفت بكبسة زر.