الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أبو بكر البغدادي.. قصة قصيرة

كما أن للفن والرياضة نجومًا، فقد صار هناك من يمكن تسميتهم نجوم الإرهاب، وفوق النجوم هناك كبار النجوم، وعند القمة تصارع نجمان في ربع القرن الفائت: المهندس أسامة بن لادن، ثم الدكتور أبو بكر البغدادي.

أطلق تنظيم داعش الإرهابي خمسة نجوم.. هم بالترتيب: أبو مصعب الزرقاوي، وأبو عبد الرحمن العراقي، وأبو حمزة المهاجر، وأبو عمر البغدادي، وأبو بكر البغدادي.

في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وَفَدَ المجاهدون العرب إلى بغداد، وكان من أبرزهم الجهادي الأردني «أبو مصعب الزرقاوي».


أسّس الزرقاوي «جماعة التوحيد والجهاد» وأصبح أميرًا عليها، ولكنه بعد قليل اختار الانضمام إلى تنظيم القاعدة العالمي.


بايَع الزرقاوي «أسامة بن لادن» عام 2004 وغيّر اسم الجماعة إلى «تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين».. وأصبح بذلك أميرًا على فرع القاعدة في العراق.

بقِيَ جزءٌ من تنظيم «الزرقاوي» مستقلاً.. لم ينضم إلى القاعدة، وقام بتأسيس «مجلس شورى المجاهدين».

مَضَى بعض الوقت وتمّ اغتيال «أبو مصعب الزرقاوي» من قبل الولايات المتحدة، وأصبح الشيخ «أبو عبدالرحمن العراقي» أميرًا للقاعدة.. لكنه لم يتمكن من الإمارة بالفعل، إذْ سرعان ما تم اغتياله هو الآخر، بعد أيام من اختيار القاعدة له أميرًا في العراق.

تولى الإمارة من بعد «أبو عبد الرحمن العراقي».. جهادي مصري من محافظة سوهاج هو «أبو حمزة المهاجر».. عند هذا الأمير بدأت منطقة غامضة تمامًا.. وهنا مقدمات داعش وتراجعات القاعدة.

في تلك الأثناء.. سطع نجم جديد هو «أبو عمر البغدادي» الذي كان ضابطًا في جيش «صدام حسين» ثم اعتنق الفكر الجهادي.

مَضَى بعض الوقت من جديد.. وتم اغتيال «أبو عمر البغدادي» و«أبو حمزة المهاجر» معًا في أثناء اجتماع للتنظيم، وتم عرض جثتهُما على الإعلام، فتولى القيادة «أبو بكر البغدادي».

كان «أبو بكر البغدادي» قد خرج من سجون الاحتلال الأمريكي في العراق عام 2009.. وانضم فور خروجه إلى «تنظيم الدولة» وبايع «أبو عمر البغدادي».

كان «أبو بكر البغدادي» محظوظًا للغاية، حيث أنه انضمّ لتنظيم الدولة لمدة عام واحد فقط، ثم أصبح أميرًا عليه، بعد مقتل «أبو عمر البغدادي» و«أبو حمزة المهاجر» عام 2010، ليصبح «أبو بكر البغدادي» أميرًا بعد عامٍ واحدٍ في 2011، ثم خليفةً بعد ثلاث سنوات في عام 2014!.

يقول تنظيم داعش إن «أبو بكر البغدادي» درس اللغة العربية، وحصل على درجة الدكتوراة في العلوم الإسلامية من جامعة بغداد.

وتقول بعض المصادر إنه فلسطيني، وتقول إيران إنه إسرائيلي، ويقول باحثون إنَّهُ إيراني.. وتقول بغداد إنه عراقي.

وهكذا جاء أبو بكر البغدادي من المجهول إلى المجهول، ثم جرى قتله في مناخٍ مجهول. عبْر قصة قصيرة للغاية ظهر ورحل البغدادي، لكن رحل قبله مئات الآلاف من الأبرياء.