الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

اتفاق الرياض.. التحدي والفصل!

وقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي عل اتفاق الرياض برعاية سعودية ودعم اماراتي، للاتفاق الذي نزع فتيل صراع يمني جديد كانت تقف خلفه أجندات إقليمية وايديولوجية مشبوهة، سعت لتعميق الانقسام ومنح هامش حركة أوسع للميليشيات الحوثية، وتمكين رديفها العقائدي في معسكر الشرعية، الذي لم يخف نزعته الحادة نحو افشال الاتفاق ومحاولة فرض واقع جديد لا يمت لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة بصلة، ولا يعكس حقيقة التوازنات على الأرض.

جلس ممثلو الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي وجها لوجه لأول مرة بحضور قيادات التحالف العربي، وبمشاركة دولية وأممية لطي مرحلة من مراحل الخلاف والتشتت، وتبقت المهمة الأصعب بعد التوقيع والمتمثلة في تفاصيل التنفيذ التي يجب أن تكمن فيها النوايا الحسنة وليس شياطين الفساد وكواليس السياسة التي أفسدت حياة اليمنيين على الدوام، وحولت واقعهم إلى كومة من المآسي والأحزان والمصاعب اليومية.

أسقط اتفاق الرياض مجددا أحلام تفكيك التحالف العربي التي لازمته منذ إعلانه، كما أفشل الاتفاق أو هكذا يفترض أوهام التيار السائر في فلك الدوحة وأنقرة والساعي لتعزيز حضوره في الشرعية اليمنية، والذي اثبتت الأحداث الأخيرة التي سبقت التوقيع على اتفاق الرياض، أن هذا التيار أحد أبرز نقاط الضعف التي عملت لخمس سنوات خلت على إرباك التحالف العربي وحرف بوصلة المعركة من صنعاء إلى عدن.


أكدت التطورات المتسارعة التي ضربت المشهد اليمني بدءا من مواجهات عدن، مرورا بحوار جدة المضني والشاق، وصولا للتوقيع على اتفاق الرياض، على حقيقة المخاوف والشكوك التي ساورت قطاع كبير من اليمنيين وقسم واسع من المكونات الوطنية التي طالما تحدثت عن الدور السلبي الذي لعبته بعض الأطراف اليمنية داخل الشرعية وسعت لإقصاء الجميع، وهو الأمر الذي أكدت عليه كذلك مخرجات الاتفاق السياسي الذي كشف عن التوجه لتقويم الاعوجاج، ومعالجة الأخطاء المتعمدة، والحسابات الخاطئة، التي أخرت تحقيق كامل أهداف التحالف العربي وفي مقدمتها طي صفحة الانقلاب واستعادة كافة مناطق اليمن.


وبقدر ما أدركت قيادة التحالف والشرعية على السواء ضرورة عزل أدوات التوتر والتأزيم، أدركت تلك الأدوات كذلك أن دورها انتهى كأحصنة طروادة داخل الشرعية، فشرعت في مهاجمة اتفاق الرياض بشراسة غير معهودة حتى في مواجهة الانقلاب الحوثي، كتعبير فج عن حالة الياس والتخبط التي اصابت تلك الأدوات التي الفت تغيير اصطفافاها بين الفترة والأخرى بحيث تتواجد حيث توجد مصالحها الشخصية، وليس مصالح الوطن أو القضايا الكبرى التي تتشدق بها.