الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

ثورة العراق الشعبية

ما يجرى في العراق، وبغض النظرعن النتائج، هو ثورة شعبية بحق يشارك فيها غالبية أطياف الشعب العراقي وستدخل عن قريب الأطراف القليلة التي لا تزال تراقب تطورات الأحداث.

فالثورة تعني المطالبة بتغيير جذري للنظام القائم وسياساته الداخلية والخارجية، وإعادة صياغة النظام السياسي من جديد بناءً على المطالب الشعبية التي التف حولها الشعب، وهناك معان كثيرة للثورة الشعبية في العراق أولها: هو الانتماء.

لقد كرست الغالبية الساحقة من الأحزاب القائمة الانتماءات الطائفية والمذهبية، ونظام المحاصصة الذي حول انتماء الفرد من الوطن إلى الطائفة والانتماء الاجتماعي، وانتفض العراقيون ضد هذا النهج الذي دمر العراق وقسم شعبه.


ومن المعاني الأخرى لما يجرى هو الدفاع عن استقلال الوطن، ورفض التبعية لأية أطراف خارجية ترسم سياساته الداخلية والخارجية، بمعني أن الثورة الحالية هي للدفاع عن كرامة العراق كوطن حر ومستقل وصاحب إرادة حرة.


وهي أيضا ثورة ضد الإسلام السياسي، وما يطلق عليه بالمرجعيّات، فما جرى في العراق هو نموذج حي لحكم الإسلام السياسي، الذي يمزق الوحدة الشعبية، ويلغي كيان الدولة الفعلي ومؤسساته ويجعله ألعوبة بيد القوى الطائفية داخلياً وخارجياً، وتستولي قياداته على أموال الشعب، وكأنها غنائم توزعها بينهم وعلى أنصارها.

وما يجرى أيضا هو ثورة ضد الفساد والنهب والبطالة والتهميش وغياب الخدمات الأساسية والعدالة وهدر الكرامة الإنسانية، وإذا نجح العراقيون في ثورتهم وتحققت مطالبهم، فسيعيدون صياغة واقع المنطقة ويسقط مشروع الإسلام السياسي بشقيه إلى غير رجعة.