الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الجزائر.. انبعاث الوعي الوطني

بعد أيام قليلة يدخل المتسابقون لقصر الرئاسة في الجزائر مرحلة الحملة الانتخابية، أي مرحلة تسويق البضاعة للشعب، والشعب هو مصدر السلطة، ويعتبر الثاني بعد الله الذي يمنح المُلك لمن يشاء.

وقبل ذلك يلاحظ أن هناك وعيا وطنيا قد انبثق من رحم الأزمة، ويتمثل أساسا في تغلب الرأي الداعي لضرورة الذهاب للانتخابات، باعتبارها الوسيلة الديمقراطية الوحيدة التي تجسد إرادة الشعب، مع تراجع حدة الأفكار المعارضة للانتخابات، والداعية لمرحلة انتقالية.

وانبعاث الوعي الوطني، إنما تم لادراكه أن ما وراء عدم تنظيم الانتخابات سوى المتاهات التي قد تؤدي بالضرورة إلى انتاج الوضع الليبي أو الوضع السوري.


ولأن مؤسسة الجيش أكثر إدراكا لتلك الحقيقة، ظلت تتمسك بالإنتخابات، وتعهدت بحمايتها، وتوعدت من يحاول عرقلتها، خاصة أنه تم سحب تنظيمها من الحكومة وأسندت المهمة لسلطة جديدة تتكون في معظمها من المجتمع المدني والأساتذة والقضاة.


وتطمينا للمواطنين قال قائد أركان الجيش أن عهد صناعة الرؤساء قد ولى إلى الأبد، فالذي يصنع الرئيس اليوم هو الشعب.

وهكذا، بدأ النقاش في الجزائر عمن هو أصلح وأحق بالخلافة، وبدأ التمييز يتم بناء على «وطنية المترشح وبرنامجه الإنتخابي».

والمقصود بوطنية المترشح، مدى تمسك بثوابت الأمة وهويتها ومبادئ ثورة نوفمبر الخالدة، فضلا عن مدى استعداده وقدرته على التغيير المنشود الذي طالب به الشعب منذ بداية الحراك السلمي.

لذلك وقبل بداية الحملة الإنتخابية، التي يضع لها القانون مجموعة من الضوابط، مثل توزيع الوقت بالتساوي بين المتنافسين في وسائل الإعلام، راح المترشحون يستغلون كل الفضاءات الإعلامية المتاحة، في ما يمكن تسميته، مرحلة ما قبل الحملة، أو مرحلة تسخين العضلات، لتسويق صورة المترشح وبرنامجه، والترويج لفكرة «بضاعتي هي الأجود» من خلال الشعارات التي رفعت.

ورغم أن الوعي الوطني المنبثق من رحم الأزمة، قد فصل في موضوع الإنتخابات، فإن الحملة الانتخابية سوف تقوده للفصل في من هو أحق بالخلافة.

بعض استطلاعات الرأي كتلك التي نشرها موقع «وان تو ثري فيفا لالجيري»، وبعد بضعة ساعات من إطلاقها، أعطت الأفضلية لعبد المجيد تبون، بنحو 20 ألف صوتا مقابل ألفي صوت لعبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الإخوانية، ونحو 1700 صوت لعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات.

وبعد الإنتخابات سيكون بالضرورة يوم جديد، ولكل مقام مقال، فالحملة الإنتخابية شيء والقدرة على مواجهة الواقع ورفع التحديات شيء آخر.