الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حاضرالعراق برؤية تركيا الإيرانية

اعتاد المحتجون والمتظاهرون في بعض البلاد العربية سماع الدعم المعنوي والتأييد السياسي من الحكومة التركية، ولكن المحتجين في العراق منذ أسابيع لم يشهدوا ذلك، وربما كان فشل احتجاجات عام 2011 قد جعل الحكومة التركية تغير موقفها، كما جعل أصحاب تلك الاحتجاجات يراجعون حساباتهم نحو الحكومة التركية، بل إن تركيا حذرت من امتداد الاحتجاجات الشعبية في العراق إلى البلدان الأخرى، وبالأخص أنها مناهضة للحكومة العراقية أولاً، وضد الهيمنة الإيرانية على العراق وعلى حكومته أمنياً واقتصادياً وسياسياً.

إن الموقف التركي التحذيري قد يجد فيه المحتجون العراقيون نوعاً من الضغط على الحكومة العراقية لتلبية مطالب المحتجين، ويحتمل أن تجد فيه الحكومة الإيرانية نوعاً من التحذير غير المباشر لها أيضاً، لأنها من الدول المجاورة للعراق مثل: تركيا وسوريا والأردن، وليس المقصود من التصريح التركي الأردن ولا سوريا المتورطة في الفتن الداخلية منذ 8 سنوات، ولكن موقف الحكومة الإيرانية جاء بخلاف ذلك، فقد وجد فيها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي تأييداً لإيران قائلاً: «إن تصريح السيد أردوغان عن إمكانية امتداد الاضطرابات إلى البلدان الأخرى في مكانه وتحذير مهم، لأن بعض الأيادي الخفية تريد إحداث الخلاف والاضطراب في البلدان الإسلامية»، وهذا يشعر بأن الإيرانيين إما أنهم يستثمرون الموقف التركي لصالحهم، أو أنهم على تنسيق مسبق مع تركيا.

ما يؤكد الرأي الثاني هو أن تصريح موسوي لم يتوقف على تأييد التصريح التركي نحو العراق، وإنما أكد على متانة العلاقات الإيرانية التركية، وقال فيما يخص التدخل التركي في سوريا: «إن طهران تعارض انتهاك وحدة أراضي البلدان الأخرى، وإن بلاده تتفهم هواجس تركيا الأمنية، وإنه ينبغي إيلاء الاهتمام بهذه الهواجس»، كما أشار إلى أن بعض التصريحات غير الرسمية التي صدرت من الداخل الإيراني بشأن عملية «نبع السلام»، لا تعكس موقف حكومة طهران في هذا الصدد، وهو يشير إلى مهاجمة عملية نبع السلام من بعض المسؤولين والإعلاميين الإيرانيين.


إن الموقف التركي من الاحتجاجات الشعبية في العراق مغاير لموقفها من الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في مصر وسوريا وليبيا واليمن وغيرها، بالرغم من عدم ارتكاب حكومات تلك الدول للعنف في الأسابيع الأولى كما تفعل حكومة عادل عبدالمهدي في العراق، فقد أقرت الحكومة باستخدام قواتها للعنف المفرط ضد المحتجين.. فلماذا لا تندد تركيا بالحكومة العراقية التي تواصل استخدام القوة القاتلة عبر الرصاص الحي وقنابل الغاز، بل إن قنابل الغاز المستخدمة تعادل 10 أضعاف مثيلاتها العالمية، وتصيب وتقتل بشكل مباشر؟