الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عرس انتخابي.. مع وقف التنفيذ

انطلقت حملة الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وبدأ العد التنازلي، ودخل من اصطلح على تسميتهم «الفرسان» الخمسة مسار السباق.. كل واحد يدعي أن بضاعته هي أفضل سلعة في السوق.

وقبل الانطلاقة بيوم واحد، وقع المترشحون على«ميثاق أخلاقيات الحملة الانتخابية»، ورغم برودة المصافحات بينهم فوق المنصبة أمام وسائل الإعلام، فقد كان الاستعراض بمثابة عرس حقيقي، لأنها المرة الأولى في تاريخ الجزائر التي يحدث هذا، رغم أن المحللين الجزائريين يصفون الجزائر بكونها «أمة انتخابات» ويفتخرون بأنهم قبلوا بالاستفتاء الشعبي حتى من أجل استقلالهم عام 1962.

وينص الميثاق على عدة نقاط أخلاقية خلال الحملة، منها: عدم التنابز وعدم القذف وعدم التعليق على بعضهم البعض، وعدم استغلال دور العبادة في الحملة الانتخابية وغيرها.


وبعد توقيع المترشحين، جاء دور الإعلاميين، حيث وقع مديرو المؤسسات الإعلامية على ميثاق أخلاقي أيضاً، يلتزمون بموجبه بالوقوف على مسافة واحدة بين جميع المترشحين، وتجنب البغضاء والشحناء.


يبدو للبعض أن ما حدث ليس عرساً، وهو في كل حال لا يذكر بالحملة الانتخابية في وقت سابق، وما شابها من تنابز وقذف وشحن للشارع، وصل إلى درجة اتهام أحدهم للآخر بأنه «بدون أب»، مع لعب وسائل الإعلام خاصة الثقيلة دور من «يصب الزيت على النار» وانعكس ذلك على الناخبين، حيث انقسموا حسب ميولاتهم الانتخابية، وتم شحنهم وتجييشهم لدرجة خطيرة.

وهكذا بدأت الانتخابات في الجزائر بعرس، لكن مع وقف التنفيذ، ليتم الحكم، يوم 12 ديسمبر المقبل، وقد سلطت شبكات التواصل الاجتماعي الضوء على كل تفاصيل الحملة، التي لم تنقلها وسائل الإعلام، في ظل وجود نحو 23 مليون جزائري مستخدم لفيسبوك.

بدأ ثلاثة مترشحين حملتهم من إحدى زوايا الجنوب الجزائري، هي الزاوية التيجانية بمدينة أدرار، لصاحبها الشيخ بلكبير، حيث يؤكد عدة باحثين أن أتباعها ومريديها عبر العالم يقدرون بمئات الملايين، وأن عدة دول بأفريقيا لن يكون لها رئيس إلا بتزكية من هذه الزاوية، لذلك تعمل المغرب على السيطرة عليها وسحبها من النفوذ الجزائري، مثل الصراع على السيطرة على مسجد باريس الذي بناه الجزائريون خلال الفترة الاستعمارية تحت إشراف الإدارة الفرنسية لخلق ما يسمى «الإسلام الفرنسي».

وفي برنامج أحد المترشحين وهو عبد المجيد تبون توجه نحو اعتماد دبلوماسية ثقافية ودينية، لكن شبكات التواصل الاجتماعي دانت ذلك، وتساءلت: كيف تبدأ الحملة الانتخابية من «المقابر» و«الأضرحة»؟