الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

معجزة واحدة.. هل يرحل الثنائي الخطر؟

كل المؤشرات المتفائلة تؤكد أن مفاجأة هذا العام ربما تكون رحيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واختفاء نتنياهو من الساحة السياسية أمام حسابات ومواقف، تؤكد أن ثنائي الخطر لم تعد له أدوار أخرى في إفساد العالم أكثر من هذا.

ولا شك أن اختفاء ترامب ونتنياهو في وقت واحد سوف يترك آثاراً كثيرة على مسار كثير من القضايا التي تخص العالم العربي، حيث إن أمام نتنياهو سلسلة طويلة من الفساد المالي والسياسي وسوف يكون معرضاً للسجن أمام هذه القضايا رغم أنه حاول أن يهرب من هذه المطاردات القانونية والأخلاقية بأن يبقى في الساحة السياسية رئيساً للوزراء، إلا أن الانتخابات الأخيرة خذلته وأصبح الآن في مواجهة مع العدالة.

إن نتنياهو أكثر مسؤول إسرائيلي أساء للقضية الفلسطينية وقد قضى سنوات حكمة في تدمير كل محاولات الوصول إلى حل مع الشعب الفلسطيني ابتداء بتدمير كل الاتفاقيات وانتهاء بتصفية عدد كبير من رموز القضية الفلسطينية وكان يراهن دائماً على أن القضية قد انتهت فلا مكان لدولتين ولا تراجع عن المستوطنات ولا مفاوضات مع أي طرف يدعو للمصالحة.


علي الجانب الآخر فإن ترامب يمكن أن يلحق برؤساء سابقين في أمريكا خرجوا بفضائح تاريخية، ومنهم الرئيس نيكسون ولكن الشيء المؤكد أن ترامب أساء كثيراً للمنصب الرئاسي في البيت الأبيض فهو المقاول وتاجر الأراضي والعقارات الذي أصبح صاحب القرار والسلطة في أكبر دولة في العالم، ولهذا اتسمت قراراته وأعماله وسقطاته بالكثير من العشوائية وهو أكثر رئيس أمريكي أضر بالمصالح العربية ابتداء بتسليم القدس لإسرائيل، وانتهاء بشرعية بقائها في الجولان.


إن ترامب تنازل عن أرض لا يملك فيها شبراً وأعط إسرائيل الحق في أن تكون لها الكلمة العليا، وقبل هذا فقد شارك في احتلال سوريا وتدمير العراق وهناك أدوار أخرى مشبوهة قام بها في ليبيا واليمن بل إنه أشعل المواجهة بين الدول العربية وإيران دون أن يقدم للعرب شيئاً فلا هو حاربها ولا هي استسلمت، والأخطر من ذلك أنه كان سبباً رئيساً في عودة روسيا إلى العالم العربي من خلال قواعد عسكرية وقوات ومناطق نفوذ تنتشر الآن في أكثر من دولة عربية.

وحين يخرج الرئيس ترامب من البيت الأبيض يكون الشعب الأمريكي قد تخلص من نموذج هو الأسوأ في تاريخ رؤساء أمريكا، فمن البداية لم يكن الشخص المناسب ليقود أكبر دولة في العالم نحو هذا المستقبل الغامض المجهول.

سوف يحتاج العالم لسنوات حتى يتخلص من خطايا ترامب ونتنياهو، وسوف يحتاج العالم العربي لوقت طويل حتى يسترد إرادته ويعود إلى قضاياه الحقيقية بعيداً عن النفوذ الأمريكي والتسلط الإسرائيلي، وكلاهما أفسد الواقع السياسي العربي في كل المجالات، إن ثنائي الشر ترامب ونتنياهو أكثر من أساء وأفسد القضايا العربية