الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

العد التنازلي للنفوذ الإيراني في العراق

يبدو أن العد التنازلي لسحب البساط من تحت أقدام الطبقة السياسية الحاكمة في العراق ومن النفوذ الإيراني في البلد من قبل الإدارة الامريكية قد بدأ وبصورة جدية، هذا ما تؤكده الاحداث وتصريحات المسؤولين في الإدارة الامريكية، حيث

وجهت واشنطن صفعة جديدة للطبقة السياسية الحاكمة واحزابها وللنفوذ العسكري الإيراني في العراق وذلك من خلال قرار وزارة الخزانة الامريكية بمعاقبة ثلاثة قياديين في ميليشيات عراقية مسلحة مرتبطة بطهران على خلفية قمعهم الدموي للمتظاهرين العراقيين العزل.

وفرضت الخزانة الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، عقوبات على اربعة عراقيين ثلاثة منهم زعماء مليشيات عميلة لإيران وعلى علاقة بقمع المتظاهرين في العراق، وهم: قيس الخزعلي زعيم ميليشيات عصائب أهل الحق، وشقيقه ليث الخزعلي هو أحد زعماء الجماعة أيضاً، و حسين فالح اللامي المعروف بـ (ابوزينب اللامي)، مسؤول الأمن في ميليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران لقيامه بقتل متظاهرين عزل، وشملت العقوبات، أيضا رجل الاعمال العراقي خميس الخنجر العيساوي على خلفية تهم فساد.


وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن العقوبات جاءت بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وتهم تتعلق بالفساد، عقب احتجاجات دامية.


قبل هذه العقوبات كان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس قد زار بصورة مفاجئة وبدون علم الحكومة العراقية، قاعدة أمريكية في غرب العراق (عين الأسد) ثم توجه لأربيل عاصمة إقليم كردستان للقاء رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني من دون زيارة بغداد، ومن هناك شدد على أهمية ان تصغي الحكومة العراقية لمطالب المتظاهرين العادلة وتعمل على تحقيقها بطرق ديمقراطية.

وسرعان ما بدأت الصحافة الامريكية بفضح ارتباطات قادة الأحزاب ومسؤولين حكوميين عراقيين وارتباطاتهم بإيران، تبعها قبل أيام نشر تقارير صحافية من واشنطن تفضح وجود صواريخ باليستية إيرانية مع منصات اطلاقها وسط وغرب العراق مهمتها ضرب المصالح الامريكية والاعتداء على دول خليجية في مقدمتها المملكة العربية السعودية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد شجب استخدام القوة المفرطة لقمع المتظاهرين وقطع الانترنيت وقتل الأطفال في العراق، كل هذه المؤشرات تؤكد ان واشنطن بدأت بتحركات جادة لدعم المتظاهرين للقيام بتغييرات أساسية لتغيير النظام وانهاء النفوذ الإيراني في العراق.

عقوبات الخزانة الامريكية ضد العراقيين الأربعة رافقها تصريح لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي قال في بيان إن: «الشعب العراقي يريد استعادة بلده، إنهم يطالبون بإصلاحات صادقة وبقادة جديرين بالثقة يولون مصلحة العراق الأولوية».