السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

العام الجديد وسفراء القوة الناعمة

سودان جديد في عام جديد، ومع القوة الناعمة للحرية لا مجال لتحديد أو لتأطير أيديولوجية الشباب، فينبغي أن تكون للدولة السودانية مؤسسات بقوة روحية ومعنوية عالية عبر ما يجب أن تجسده من مبادئ وأخلاق، وتطوير مفاهيم حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن عبر الاستثمار في علاقاتها الخارجية وتقوية أواصر التعاون الدولي، بمنهج براغماتي لا يستثني أي بلد من البلدان.

إن ما سبق يتطلب استفادة من استراتيجية القوة الناعمة، مع بث رسائل إعلامية ناضجة، تتواكب مع المرحلة، وعلى حكومة حمدوك الانتقالية أن تشكل خارطة طريق واضحة المعالم كأساس تبنى عليه الحكومة المدنية الديمقراطية في مرحلة ما بعد الانتقالية، وهذه هي النهضة المنشودة، فكل مقوماتها متوافرة وبكثافة عالية، فقط حسن إدارتها، مع استصحاب إرادة الشباب في كل خطوة.

إن بناء شبكة علاقات دولية تركز على التبادل الثقافي والانفتاح الحضاري، تمكن السودان الجديد من رسم خريطة القوة الناعمة، وتحديد مكانتها على طريق العالمية، استناداً إلى استراتيجية ثقافية مستدامة ورسائل إعلامية تستقرئ المستقبل برؤية ثاقبة، ستشكل حتماً محطة انطلاق وتعكس الصورة الطموحة لمستقبل السودان وتطلعات شعبه وشبابه.


إن شباب السودان أثبت أن الإرادة هي التي تصنع الفارق، وأن القوة ليست العنف، وبهذا الفكر يعلمون أن قوّة الدول لا تُقاس بمساحتها ولا بعدد سكانها، وإنما بمدى ما تحدثه من تأثير داخلياً وخارجياً، وما تحققه من إنجازات في خدمة البشرية وتطورها، وما تأثير شباب السودان بثورتهم إلا دليل على أنهم حتماً سيعملون على بناء وتعزيز الموارد البشرية.


إن هُناك مفاعيل متعددة التأثير والحضور من ثروات يمكنها أن تنطلق باقتصاد متين وتنمية مستدامة وثقافة عالمية وسياحة مزدهرة، إذا ما تمت إدارتها بوعي يوازي الوعي الذي تمت به إدارة الثورة.

إن ثورة الشباب وضعت بصماتها داخلياً وخارجياً في نسيج المجتمع العالمي، ولا يخفى على الجميع أن هناك عباقرة ومبتكرين ومبدعين سودانيين ساهمت إنجازاتهم الفنية والثقافية والاقتصادية في الفضاء العالمي أيضاً، وقد عملوا على تعزيز سمعته ورفع مكانته وتوطيد مكانته، وترسيخ قيمه في مختلف القطاعات والمجالات.

ولكن باستراتيجية القوة الناعمة، سيصبح شباب السودان أكثر تأثيراً، لذا ينبغي الارتقاء بالإعلام لكي يعمل على بث رسائل إعلامية ناضجة تتوازى مع المرحلة الشبابية، فهي كلمة السر للنجاح ولاستتباب السلام الداخلي الذي يحقق الحضور العالمي مع مطلع العام الجديد.