الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الجذور الأولى لامتهان مساجد الله

الفاجعة تتكرر، فالتفجير الإرهابي الذي استهدف أحد المساجد في محافظة مأرب اليمنية، وراح ضحيته 111 يمنياً وأصيب 80 آخرون، يؤكد أنّ الإرهابيين يضاهون ويفوقون ما يفعله اليهود للفلسطينيين والمسجد الأقصى من ويلات هتك الحرمات، وتدنيس لبيت بارك الله حوله، ولهذا قال تعالى: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه﴾، فكأنّه لا يوجد مثيل لهذا الظلم العظيم لمن سعى في خراب المساجد وتدميرها، بل إنه من أشد أنواع الإفساد في الأرض، بالسعي لإرهاب المصلين، فما بالنا بتفجيرهم وقتلهم أثناء أداء صلاتهم!

إنّ الجذور الأولى لامتهان مساجد الله بدأت من دعاة الغلو في الدين والدعوة للعنف، فجعلوا المساجد ودور العبادة ساحة للصراع، وطغى هذا الفكر ليشكل ظاهرة مريضة، فاستقطبت فكر العامة البسيطة التائهة من خلال الفتاوى والمنابر الفضائية المتطرفة.

وما زالت الفتاوي التكفيرية تنتشر على المواقع من أجل التأجيج المذهبي والطائفي، واعتبار تلك المساجد إساءة للأنبياء وللصحابة والصالحين، فها هم لا يستنكفون أن يتذرعوا بأنّ هذه المساجد بنيت على قبور، لذا تجب إزالتها وتدميرها وتفجيرها على اعتبار أنّهم أهل الفكر الصافي والعقيدة النقية، بينما الآخرون مبتدعة مشركون وكفرة.

ومقابل ذلك، فالفتاوى الشيعيّة والحوثية تستهدف هدم دور عبادة ومساجد السنة، بغية السيطرة على البلاد وإقصاء بقية الشعب من منطلق طائفي بحت.

إن ذبح القرابين لأجل معركة «الحق» والباطل كما تسمى (ثارات الحسين)، لهي منهج وراية ومشروع متطرف للتدمير من أجل خروج المهدي المنتظر، وتعبئة أنصاره في بلداننا العربية، وإبقاء المنطقة في حالة من النزيف جرّاء الحروب الطائفية.