الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أزمات سياسية من أجل مصالح إيرانية

السياسيون في العراق صنفان، الأول: متخصص في صناعة الأزمات وتعقيد المواقف ونصب الفخاخ وزراعة الألغام في حقول العملية السياسية، وهو الأكثر شيوعاً وانتشاراً، والثاني: يسعى ويحاول حل هذه الأزمات، صنف نادر للغاية، وما يكاد يحل أزمة حتى يجد شريكه في ما يسمى بالعملية السياسية قد خلق له أزمة جديدة.

الصنف الأول يعتقد بمبدأ حل الأزمات بأخرى حتى تتراكم المشكلات لخلق أزمة كبرى يصعب حلها، أما الثاني فيؤمن بضرورة تفادي خلق الأزمات عن طريق الحوار، وهذا الصنف يتمتع ببعد نظر وحكمة وروح وطنية وحسن نية.

لما يقرب من 17 عاماً عايشنا هذه المعادلة غير المتكافئة، بل عاش العراقيون سلسلة من الأزمات المعقدة، والتي تراكمت حتى قتلت بصيص النور في آخر النفق، أو في الواقع مجموعة الأنفاق التي حفرها لنا صانعو الأزمات، أو المتاجرون بها والمشاكل والمصائب والفواجع التي قادت البلد للخراب.


صانعو الأزمات لا يفعلون ذلك من باب الهواية أو التسلية، بل إنهم يفعلون ذلك في الغالب خدمة وتنفيذاً لأجندات خارجية، وبالتحديد لإيران لدعم نفوذها في العراق من جهة، ولمساعدة نظامها في تجاوز أزماته الاقتصادية والسياسية حتى لو كان ذلك على حساب مصالح العراق والشعب العراقي، كما أن صناعة هذه الأزمات أصبحت حرفتهم التي يقتاتون منها، ويؤكدون من خلالها بقاءهم في السلطة ليتحكموا بدفة السفينة التي كثرت ثقوبها، وأوشكت على الغرق لولا الجهود الخيّرة التي يبذلها الصنف الثاني.


وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة في التسميات، وحتى لا ندخل في متاهات التوصيف فسوف نشير بوضوح إلى أن الأكراد والأقليات العرقية والدينية وبعض الخيرين القلة من السياسيين العراقيين المهمشين، هم من يعملون بإخلاص لإطفاء الحرائق ولإزالة الألغام من حقول العملية السياسية.

واليوم يقف صانعو الأزمات بقوة ضد احتجاجات الشباب وساحات اعتصاماتهم حيث قتلوا منهم ما يقرب من 700 إضافة إلى أكثر من 20 ألف جريح ومئات المختطفين، بسبب وقوف هؤلاء الشباب ضد الفاسدين وممن يزرعون الألغام في البلد خدمة لإيران.

إن الحل لإنقاذ العراق من هذا المأزق هو صمود المتظاهرين وُصولاً إلى انتخابات مبكرة لتغيير الطبقة السياسية المتحكمة في أمور العراق، إذا توفَّر قانون انتخابات عادل ومفوضية انتخابات مستقلة ونزيهة، على أن تجري هذه الانتخابات تحت إشراف أممي.