الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تركيا وأوروبا.. تجاذبات متناقضة

في اللحظة التي تبدي الحكومة البريطانية رغبة في زيادة التعاون مع تركيا على كل الأصعدة بعد البريكست، كما جاء على لسان دومينيك تشيلكوت السفير البريطاني لدى أنقرة يوم السادس من فبراير الجاري، فإن هناك دعوات في فرنسا لوضع حد لتمدد النفوذ التركي خارج حدوده، ومنها سعي فرنسا للانضمام إلى منتدى شرق البحر المتوسط للغاز، لتقوية موقف اليونان وقبرص أولاً، ولبعث رسالة لتركيا بأن دول منتدى شرق المتوسط تقف معاً لدعم المبادئ والقيم والمصالح الجماعية المشتركة بينها.

في المقابل كانت واضحة زيادة التصريحات التركية الرافضة لمواقف فرنسا ضدها، لإدراكها أن فرنسيا تملك إمكانيات كبيرة على الساحة الأوروبية، ويمكن أن تؤثر على المفاوضات المستقبلية بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وقد نجحت فرنسا في دفع الاتحاد لاتخاذ إجراءات عقابية ضد أنقرة، بسبب إصرارها على التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، حيث إن الاتحاد الأوروبي «يعتزم فرض عقوبات على اثنين من المواطنين الأتراك الضالعين في عمليات التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص».

إن السفير البريطاني لدى أنقرة أكد أن في أجندة بلاده عاماً مزدحماً بالمفاوضات التجارية مع تركيا، مبيناً أن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي دفعها إلى تنظيم جميع علاقاتها الخارجية، وأن بريطانيا تسعى إلى توقيع اتفاقية تجارة حرة مع تركيا، حيث إن 90% من التجارة الحالية بين تركيا وبلاده تسير عبر اتفاقية الاتحاد الجمركي، وأن البلدين يسعيان إلى زيادة حجم التبادل التجاري بينهما، ليصل إلى أكثر من 20 مليار دولار حالياً، مبيناً أن بريطانيا تنظر إلى المنصات والقواسم المشتركة، ومنها عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأعضاء في مجموعة الـ20، وأن البلدين عضوان مؤسسان في المجلس الأوروبي.


إن المعركة الأكبر التي تخوضها تركيا مع أوروبا اليوم هي معركة غاز البحر الأبيض المتوسّط أولاً، ودفاعها عن موقف شمال قبرص التركي في حقوقها النفطية وغاز شرق المتوسط ثانياً، وما يسببه من صراع مع اليونان، ثم إشكاليات المسألة الكردية مع عدد من الدول الأوروبية التي تقدم دعماً للأحزاب الكردية على أراضيها بصورة علنية، والتي تعتبرها تركيا أحزاباً إرهابية وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني، فتركيا تنظر لكل دعم أوروبي لهذه الأحزاب الكردية على أنه ضدها، وتطالبها بأن تكون مؤيدة لحليف لها في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.