الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كورونا.. ونظرية المؤامرة

هناك شريحة كبيرة في المجتمعات العربية تفسر معظم الأحداث التي تقع في العالم على أنها جزء من مؤامرة تقوم بها بعض الأطراف ضدنا، أو ضد الآخرين، وهذه الطريقة من التفكير تتميز بالبساطة والسهولة والسطحية في تفسير الأحداث، وتعبر عن عقلية لا تبحث في الأسباب الفعلية، بل تعزوها إلى فئة شغلها الشاغل فقط هو التآمر علينا وعلى الآخرين.

وظاهرة فيروس كورونا، وانتشارها، تم تفسيرها عند كثيرين بأنها مؤامرة من قبل الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية، لأهداف مراد تحقيقها ضد الآخرين لإضعافهم وخلق القلاقل في مجتمعاتهم.

وهذا الكلام هراء محض، فالفيروس ظهر وانتشر في الصين والنتائج الاقتصادية لإجراءات مكافحته ضربت الاقتصاد الصيني في الصميم، فالخسائر بمليارات الدولارات وتراجع إنتاج المصانع والسياحة والفعاليات المختلفة.. فهل يعقل أن تقوم الصين بتصنيع هذا الفيروس كي تضرب به اقتصادها وشعبها؟ أما كون الفيروس نتيجة لمؤامرة أمريكية فهذا الكلام مردود عليه، فاقتصاد العالم اليوم مترابط في ظل العولمة، والآثار الاقتصادية التي تركها الفيروس على الصين امتدت عالمياً، لأن الصين، إن جاز التعبير، رئة العالم الصناعية، وكثير من المواد الأولية والقطع المختلفة تصنع فيها، وهذا أثَّر سلباً على الولايات المتحدة، وأوروبا التي خسرت أسواقها ما يقرب من 5 تريليون دولار في أسبوع واحد، وتراجع أداء الكثير من مصانعها وقد يتجه بعضها لأزمات اقتصادية.


محاولة تفسير ما يجري من أحداث مهمة في العالم على أنه مؤامرة هو: هروب من عالم الواقع إلى عالم الخيال.