الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

روسيا وتركيا.. المهمة الصعبة

بعد تسع سنوات من الحرب المدمرة في سوريا وبلوغ الضحايا 384 ألفاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، اتخذت العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية منحى التنسيق المشترك بين روسيا وتركيا في آخر مناطق الصراع وهي محافظة إدلب.

وتسعى تركيا لكسب روسيا إلى جانبها للضغط على دمشق في ضمان عدم التعرض لنقاط المراقبة التركية داخل سوريا البالغة 12 نقطة، والتي ترصد تحركات حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، فيما تقول الحكومة السورية أنها نقاط توفر الغطاء اللازم لمجاميع مسلحة تقوم بمواجهة الجيش السوري.

فيما كشفت حزب الله اللبناني من خلال تشييع تسعة من قتلاه في إدلب أنّ مقاتليه هم من يشغلون خط التماس في إدلب، فيما يبدو أنّ موسكو فرضت نفسها في الاتفاق الأخير في موسكو كقناة اتصال وحيدة للأتراك في التعامل مع نطاق العمليات الحربية في سوريا، بعد أن ردّت تركيا ردّاً رأت فيه روسيا مبالغة كبيرة على مقتل جنودها الـ50 في سوريا، بسبب التفوق الجوي التركي على الإمكانات المتوافرة للجيش السوري والمليشيات المتحالفة معه.


لذلك وجدنا أنّ تركيا اشتكت من انتهاك هدنة إدلب الأخيرة لكن لم يكن بيدها الرد على أي طرف داخل سوريا قبل أن ترجع إلى القناة الروسية الوحيدة المعنية هذه المرة، وسمعنا رئيسها رجب طيب أردوغان يقول في خطاب ألقاه في انقرة في 11 مارس الجاري: «حتى وإن كانت حوادث محدودة، فان وقف إطلاق النار بدأ يُنتهك»، وأضاف: «نحن ننقل هذه التطورات إلى روسيا ونتوقع أن يتم اتخاذ إجراءات.»


وبعد ذلك بدأ مشروع تسيير الدوريات الروسية - التركية المشتركة في إدلب لتضمن تركيا عدم استهدافها من الجانب السوري، وليضمن الروس انضباطية المهمات التركية بما لا تتجاوز حدود نطاق التنسيق الأمني المعروف والمحدد بجغرافيا واضحة.

في الجانب الآخر، لا تريد موسكو شغل نفسها بملف تركي-سروي متفجر ومحرج، ذلك أنّ المصالح الروسية - التركية لا يمكن أن يضحى بها في مهب رياح الأزمة السورية، لاسيما إنّ تلك الأزمة في نهاياتها الزمنية بالقياس إلى عنفوان تفجرها قبل تسع سنوات، ولا تريد أن تعطي رسالة سلبية لحليفتها دمشق.

إنّ الروس الداخلين بثقل نوعي في سوريا لا يريدون استهلاك أنفسهم في مشاكل المنطقة، وتلك أمنية صعبة التحقيق.