الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

حزب الله.. وتخريب العراق

في الخامس من أبريل 2003، كنت مع عبدالمجيد الخوئي، الأمين العام السابق لمؤسسة الخوئي الخيرية في لندن، في قاعدة الناصرية من أجل الوصول إلى النجف لتغطية الأحداث، خلال احتلال القوات الأمريكية للعراق.. رن هاتف الثريا فردَّ عليه الخوئي، وكان على الطرف الثاني حسن نصر الله يتصل من بيروت، عارضاً عليه خدمات حزب الله للتدخل في الشأن العراقي بعد تغيير نظام صدام حسين، لكن الخوئي رد عليه بصوت عالٍ طالباً منه عدم التدخل في الشأن العراقي، وقال له: «اترك شأن العراق للعراقيين.. وإلا فسأنشر غسيلكم على حبال الإعلام».

وبمناسبة مرور 17 عاماً و7 أيام على هذه المحادثة، والتي اغتيل بعدها الخوئي في النجف بـ5 أيام، أستعيد ذكرى اتصال نصر الله وتحذير الخوئي، مستعرضاً التخريب الذي أحدثه حزب الله في العراق، إضافة لما اقترفه هذا الحزب من مصائب في لبنان وسوريا واليمن تنفيذاً للأجندات الإيرانية، من خلال فروعه ومكاتبه وميليشياته ومعسكراته في هذه البلدان.

كتائب حزب الله العراقي، هي ليست أكثر من ميليشيات تابعة لحزب الله اللبناني، تمارس الخطف والقتل والتهديد، وقد اغتالت بالفعل المئات من الشباب المتظاهرين العراقيين من أجل إنهاء ثورتهم التي تطالب بحصر السلاح بيد الدولة، وعملياتها الإجرامية هذه تتم بإشراف وتوجيه مباشر من قبل محمد كوثراني، القيادي في حزب الله اللبناني، والذي رصدت الإدارة الأمريكية مكافأة بـ10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول أنشطته وشبكاته وشركائه باعتباره إرهابياً.


وآخر محاولات كتائب حزب الله العراقي التخريبية بتوجيه من كوثراني، هي تهديد مسؤوله الأمني أبوعلي العسكري، للمكلف بتشكيل الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي واتهامه، باعتباره رئيساً لجهاز المخابرات االعراقية، بمساعدة واشنطن لتنفيذ عملية اغتيال القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي سابقاً أبومهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي.


هذا التهديد الذي مصدره نصر الله، يأتي لعرقلة تشكيل حكومة عراقية وطنية تعمل من أجل استقرار العراق، ولإبقاء الأوضاع المتأزمة على ما هي عليه، خدمة لسياسات طهران ونفوذها سيئ الصيت في المنطقة.

لكن العراقيين اليوم عازمون على المضي في دعم الكاظمي من أجل إنهاء الأوضاع الشاذة في البلد، وفي مقدمتها القضاء على دور الميليشيات الإيرانية في العراق.