الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هذه الحكومات.. يجب أن ترحل

لا أعتقد أن أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصاً كبيرة للبقاء رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات المقبلة، فالشيء المؤكد الآن أن كارثة كورونا سوف تطيح بعدد كبير من الحكومات، خاصة أن الخسائر البشرية التي لحقت بدول الاتحاد الأوروبي وأمريكا قد تجاوزت كل التوقعات.

هناك مؤشرات كثيرة تؤكد أن بقاء هذه الحكومات في السلطة سيكون أمراً صعباً بل مستحيلا، وإن أسوأ ما في المشهد أننا أمام حكومات اختارتها الشعوب اختياراً حراً ديمقراطيا تحكمها ثوابت، ولكن الشعوب نفسها هي التي دفعت الثمن في هذه الكارثة.

فما هي المبررات التي تجعل ترامب يبقى في السلطة أمام الخسائر البشرية المتزايدة التي تحملها الشعب الأمريكي، فلقد اتضح أمام العالم وليس أمام أمريكا وحدها أننا أمام دولة لم تستطع حماية شعبها أو توفير الرعاية الصحية، في وقت تصل فيه أرقام ميزانية البنتاغون إلى ترليونات الدولارات، فكيف سيختار الشعب الأمريكي حكومة ورئيسا دفع المليارات في حروب امتدت في كل دول العالم.


من كان الأولى بهذه الأموال، هل هم تجار السلاح والأسلحة النووية وعابرات القارات أم عشرات الآلاف الذين ماتوا في الولايات الأمريكية، إن كورونا كشفت حجم الفساد في حكومات أوهمت العالم بالحريات وحقوق الإنسان والرعاية الصحية واتضح أننا أمام أكذوبة كبري لحكومات فاشلة.


إن الخسائر البشرية وآلاف الضحايا الذين سقطوا أمام كارثة كورونا لم تترك بلداً أوروبياً دون أن يدفع الثمن، ابتداء بعاصمة النور باريس، وعاصمة الحضارة روما، والتاريخ والإبداع في إنجلترا وألمانيا وإسبانيا.

خمس عواصم كبرى هي قلب العالم وثقافته وتاريخه وإبداعه تنهار مرة واحدة وتعجز حكوماتها وعلماؤها وآلاف الخبراء فيها عن مواجهة هذا الخطر.

ما هي مبررات بقاء هذه الحكومات بعد نوبة الفشل القاتلة التي أصبحت تهدد الملايين من البشر في أرواحهم وحياتهم وأعمالهم؟، إن أقل ما يراه المواطن الأوروبي الآن أن هذه الحكومات يجب أن ترحل إذا كان العالم لا يزال يواجه كارثة كورونا، فهناك كوارث أخرى مقبلة، سوف تظهر حين تقدم الحكومات الفاشلة كشف حساب عن خطاياها.

مازلنا حتى الآن في نطاق الخسائر البشرية في دول عجزت أن توفر قبوراً لموتاها، وهنا سوف تظهر بعد ذلك الآثار الاقتصادية والشركات التي ستعلن إفلاسها والبورصات التي ستغلق أبوابها والكوارث التي ستلحق بالملايين الذين سينضمون إلى طوابير البطالة.

وهنا سوف يتساءل المواطن الأمريكي ماذا أخذنا من سياسة التمرد خارج حدودنا؟، وسوف يسأل المواطن الأوروبي ماذا قدمت لنا اتفاقيات الدعم والتعاون والتنسيق المشترك وكل دولة غرقت في مأساتها وأغلقت حدودها ودفنت موتاها؟ لقد تخلت الحكومات عن أبسط واجباتها في تقديم الدعم والمساعدة لأن كل دولة تحاول أن تنجو بنفسها من الفيروس القاتل، فلقد كشفت كارثة كورونا حالة الضعف التي تعيشها حكومات فشلت في حماية شعوبها.