الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كورونا الأوروبي.. وتحدي الديانات

مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمديد الحجر المنزلي شهراً إضافياً، بدا واضحاً لمسلمي فرنسا خاصة ـ وأوروبا بشكل عام ـ أن شهر رمضان هذه السنة سيكتسي نكهة خاصة غير مسبوقة في ظل القيود الاجتماعية والأمنية، التي تفرضها الحرب على وباء كورونا.

فالمساجد ستُبْقي أبوابها موصدة، والتجمعات ممنوعة، لدرجة أن الخروج الليلي والتجمهر الاحتفالي اجتماعيّاً أو دينيّاً أصبح من ثالث المستحيلات في زمن كورونا، الذي فرض التباعد الاجتماعي كوسيلة لكسر سلسلة العدوى والانتشار.

هذه القيود لا تطال المسلمين في شهر رمضان فقط، بل تعني أيضاً المسيحيين واليهود في فرنسا وأوروبا.. ولعل صورة البابا فرنسيس وهو يلقي عظته الدينية في عزلة تامة، تشكل رمزاً وأيقونة قويّة في تعبيرها عن النمط الجديد في ممارسة الطقوس الدينية، والذي يفرض حالياً على المؤمنين بمختلف معتقداتهم.


السلطات السياسية ترى أنها على حق في عملية التركيز على التجمعات ذات الطابع الديني، خصوصاً بعدما اكتشفت متأخرة جهتين ساهمتا بزخم كبير في نشر الوباء في فرنسا، وجعلها تواجه إحدى أكبر التحديات الصحية في تاريخها المعاصر.


الأولى، عندما نظمت كنيسة مسيحية تبشيرية اجتماعاً في منطقة الألزاس شرق البلاد أسهم في نشر كثيف للوباء ما بين 17 و21 من شهر فبراير الماضي.

والثاني عندما احتفلت الجالية اليهودية بعيد «بوريم» في العاشر من شهر مارس الفائت، حيث تبين بعد ذلك أنها كانت وراء تفشي فيروس كورونا بشكل مخيف في صفوف المتدينين اليهود في فرنسا.

لعل أبرز التساؤلات، التي تطرحها الجهات الأمنية وقد تكون مصدر قلق مستمر: هل سيتم احترام حرفي لتعليمات عدم الاختلاط حتى لو تعلق الأمر بإقامة الصلوات في ظرفية دينية حساسة أم سنشهد اختراقات من طرف أشخاص يمنحون الأولوية للمعتقد الديني قبل التعليمات الأمنية؟

بعض الصور التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تظهر في بعض البلدان العربية أشخاصاً يقيمون صلوات جماعية فوق السطوح، توحي بتواجد تيارات داخل صفوف المتدينين قد يرفضون بشكل أو بآخر الامتثال للتعليمات الحكومية، ما قد يفتح الأبواب أمام نوع جديد من المواجهة بين الدولة، التي تريد أن تفرض حجراً صحيّاً، وأشخاص يرفعون شهر التمرد ضد هذه القيود الأمنية.