الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

من ليس معنا.. فهو بلا معنى

إنها الحرب العالمية الرابعة بكل ما في الكلمة من معانٍ، ليس هذا مجازاً ولكنها الحقيقة الساطعة، وهذه المرة هي حرب مختلفة ليس فيها حلفاء ولا محور ولا فريقان من البشر يتقاتلان، بل حرب عالمية ضد عدو واحد لا قيمة للأسلحة التقليدية في مواجهته، حرب ضد غازٍ محتل لا تمنعه حدود ولا سدود ويخترق الدول وأجساد أبنائها ولا يمنعه مانع. وإذا أراد هذا العالم أن ينتصر، فلا بد أن يكون الاقتصاد اقتصاد حرب وسياسة حرب وإعلام حرب وطوارئ حرب، ولا بد أن يكون الشعار «من ليس معنا فهو ضدنا».

ولأنها حرب ضد الإرهابي الأول في العالم «كوفيد التاسع عشر»، فإن من ليس معنا يرتكب جريمة الخيانة العظمى ويجب توجيه تهمة له بالتخابر، وفي هذه الحرب ليس هناك إنسان حر في تصرفاته يفعل ما يريد، فقد مضى زمن التشدق بالحريات وحقوق الإنسان، فالحرية أمانة لم يصنها البشر، ومسؤولية لم يتحملوها، وعاثوا في الأرض فساداً، فسلبهم كورونا إياها.

لقد أصبح العالم كله الآن ثقب إبرة، وعرفنا أو حتى عرف بعضنا معنى «ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه».. حقاً ضاقت علينا الأرض بما رحبت، وضاقت علينا أنفسنا، حتى أنفسنا أصابها الخلل فلم تعد تستوعبنا ولا تتسع لنا، وبالتأكيد سيكون الجنون والمرض النفسي من أهم تداعيات كورونا بعد جلائه عن العالم ودحره، سيحتاج البشر إلى وقت طويل جداً للتعافي من الخلل العقلي والخلل النفسي، ويبدو أن العالم على موعد دائماً مع المختلين نفسياً وعقلياً فقد عاش طويلاً ولا يزال يعيش سلوكيات الإرهابيين، ولم يكد العالم يلتقط أنفاسه حتى ظهر الإرهابي كورونا الذي يتحرك بكل حرية في العالم ليحصد الأنفس والثمرات والأموال، والمؤسف أن له جواسيس منا يحملون رسالته الشريرة، وكأنهم مطية له للوصول إلى أبعد نقطة في العالم، والعالم في حرب يجب ألا يرحم فيها خائن وجاسوس، ومن لا يلتزم بقواعد الحرب فلا بد أن يعامل كإرهابي وخائن.


ففي الحرب ضد الإرهاب كان العالم منقسماً إلى فريقين، أحدهما: يحارب الإرهاب والآخر: يموله ويدعمه ويستخدمه، أما الآن فإن الإرهابي واحد، والتعامل معه بلا اكتراث خيانة عظمى، ومن ليس معنا فهو ضدنا وهو بلا قيمة ولا معنى!