السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كورونا.. ومسؤولية الأجيال الشابة

تنشغل بلدان العالم هذه الأيام في البحث عن طرق العودة إلى الحياة الطبيعية، وإعادة فتح وتنشيط الاقتصاد بحذر شديد بعد شهرين من الإغلاق شبه التام ومنع التجول.

وكوريا الجنوبية، التي لحقت بها ضربة قوية بسبب موجات متتابعة من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في أوساط الجالية البروتستانتية المتدينة في مدينة «دايجو»، سجَّلت عدداً مساوياً للصفر من حالات العدوى الجديدة يوم الـ29 من أبريل الفائت، وهذا يحدث لأول مرة منذ انتشار الوباء في شهر فبراير الماضي.

وعمدت سلطات كوريا الجنوبية إلى التخفيف الجزئي والتدريجي لتعليمات منع التجمعات منذ الـ19 من أبريل، وهي تخطط للإعلان عن تخفيف إضافي، لو انتهت فترة العطلات في أواخر أبريل وأوائل مايو دون تسجيل حالات عدوى جديدة.


وأعلنت رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا آردرن، يوم الـ19 من أبريل أن بلدها ربح الحرب ضد انتشار العدوى بفيروس كورونا بقوة في المجتمعات العالمية، وخفضت درجة التأهب العام للدولة من المستوى الرابع إلى الثالث، من أجل فسح المجال أمام إعادة فتح الاقتصاد.


وتحاول فرنسا وألمانيا بدورهما، التخفيف من إجراءات الإغلاق الاقتصادي والتجاري بشكل تدريجي خلال شهرَي مايو ويونيو.

ويأمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إعادة تدوير عجلة النشاط الاقتصادي بأسرع طريقة ممكنة، بالرغم من أن الولايات المتحدة ما تزال تسجل أعداداً مرتفعة من الإصابات الجديدة بالعدوى، والموت كل يوم بسبب الفيروس.

وتساور أوساط صنّاع القرارات السياسية والاقتصادية في العالم مخاوف مشروعة من وصول الموجة الثانية من انتشار الوباء، وربما تتكرر هذه الموجات وتضربنا مرات متعددة، ونحن نتوقع أن نشهد جولات متقطعة من مراحل إغلاق وفتح الاقتصاد خلال المستقبل القريب.

ويكون من المفيد، هنا، التذكير بأن من واجبنا جميعاً أن نبقى في بيوتنا من أجل كبح سرعة انتشار الفيروس في المجتمع، ولكن الصحيح أيضاً هو أنه لا يمكننا أن نبقى على هذه الحال إلى ما لا نهاية، إذا كنا نريد الحفاظ على سلامة المجتمع الذي ننتمي إليه.

وبسبب التعرض الاستثنائي للمسنِّين للإصابة بفيروس «كوفيد-19» واحتمال نقلهم العدوى للآخرين بشكل أسهل، فسوف يأتي الوقت في النهاية الذي ستنفرد فيه أجيال الشباب بالذهاب إلى العمل، والإسهام في الإنتاج وممارسة النشاطات الاقتصادية المتنوعة، وتحمل المزيد من الأعباء والمسؤوليات على أكتافها.

وليس في وسعنا حتى هذه اللحظة أن نتنبأ بوضع عالم «ما بعد كورونا»، وليس بإمكاننا أن نحدد بدقة موعداً لحلول هذا العصر الجديد، أما الشيء المؤكد حتى الآن، فهو أن من الضروري الحفاظ على استدامة خدمات أنظمة الرعاية الصحية والتمريض، التي أصبحت من القطاعات الحيوية لاستمرار الحياة وخاصة بالنسبة لكبار السن، ولم يعد من الممكن التخلي عن فكرة المشاركة الاستثنائية لأجيال الشباب في تنشيط الاقتصاد.

وعلينا أن نراهن على هذا التزايد في المسؤوليات والمهام التي يتحملها الشباب، وأن نقبل في حدوث هذا التغير المفروض علينا.