الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فلسطين.. البشر والأرض

يظل مبدعو فلسطين يسكنون وجدان العالم، فمنهم من نقش وطنه قصيدة كمحمود درويش، شاعر الأرض وضمير الفلسطينيين، وآخرون يحملون مفتاح ذاكرتهم وميثاق ملكيتهم كتعويذة حياة كما فعل رجل المعرفة، و«الرجل الذي يعيش في المستقبل» كما وصفه معالي جواد عناني؛ السيد طلال أبوغزالة، فهؤلاء نماذج من العظماء أبوا إلا أن تكون مسيرتهم علامة فارقة وإنجازاتهم تذكرة بالشعب الذي لا يقهر، هؤلاء آمنوا بأنه على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

طلال أبوغزالة محارب قديم في الفكر والمعرفة والسياسة والاقتصاد، حل ضيفاً على برنامجي في 2008 على القناة السعودية في لقاء عن حقوق الملكية الفكرية، وذلك بعد تكريمه بقاعة مشاهير الملكية الفكرية في شيكاغو 2007.

هو رجل أتى من المستقبل، يملك من صكوك التاريخ ما يجعله الراوي الثقة، هو الابن البار لفلسطين التي حملها معه في حله وترحاله، أراد أبوه أن يوثق صلته بالأرض وهو ابن الرابعة فمنحه صك رجولته باكراً مع ملكية أرض موثقة من دولة فلسطين، ولطالما ردد لحنه العنيد بأن قضيته باقية، وأنه فلسطيني من شعب الجبارين الذين يفاخر بصمودهم.


في حواره الأخير مع RT الروسية روى أشياء لم يحكها من قبل، وأشار بيده إلى مفتاح وقفل بيته في يافا، وفي اليد الأخرى مشاريع حياة ما زالت تنتظر للمضي بها، فقد أسس جمعية «كلنا لفلسطين» التي جمعت 6 آلاف فلسطيني مبدع في كل المجالات ومن العالم، وأكد عودة وطنه المحتل مهما حاول العدو طمس هذه الحقيقة، وإن حاول الإعلام الغربي تضليل الشعوب بإخفاء قصص كان حري بها أن تعرض، لكنه كما وصفه «إعلام ميت الضمير» يتجاهل حق الشعب الفلسطيني في أرضه والذين وصل عددهم إلى 31 مليون حول العالم.


رحب أبوغزالة بكل اليهود الذين يودون أن يسكنوا دولة فلسطين، لكنه وضع شرطاً وهو تحررها أولاً من احتلالهم ثم ترحيبها بكل من أراد أن يعيش على أرضها بسلام، وفي ظل الدولة الفلسطينية، وأشار إلى الخطأ الذي ارتكبه الرئيس أبوعمار مجبراً عليه حين قبل بمسمى السلطة الفلسطينية بعدما أسقط منها لفظ (الوطنية).

على هذه الأرض ما يستحق الحياة: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارت تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة.