الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

كشْف المستور من تسجيلات المقبور

كنت دائماً أقول: إن القذافي (ذكي بجنون) من خلال تصرفاته وأقواله التي تثير أصداء متنوعه، وبعد اغتيالة حزنت لأننا سوف نشتاق لحركاته غير التقليدية، لكنه ترك لنا إرثاً من التسجيلات يكشف كثيراً من الحقائق التي كانت خافية، من ذلك تآمر«الحمدين» على تقسيم الوطن العربي وتدمير السعودية واغتيال ملوكها، مروراً بقيادات «إخوانية» معروفة مرتبطة أيضاً بقطر، مثل الأكاديمي الداعشي الكويتي حاكم المطيري والإخوانجي البرلماني السابق مبارك الدويلة، والدكتور الشهير عبدالله النفيسي.

لقد تابعنا خطاب القذافي الأخير، وضحكنا على عباراته واستخدمناها في رسائلنا الهاتفية وحياتنا اليومية، ولكننا كنا نجهل فحواها الحقيقي، لكن التسجيلات بيّنت أن كلامه كان موجها للنظام الحاكم في قطر بألم وحسرة، وهو يقول: «بارك الله فيكم يا إخوتنا في قطر... هذه آخرتها.. هذه هي الميه والملح اللي بيننا وبينكم؟.. هذا الدم والأخوة اللي بيننا وبينكم.. تثوروا في كل شي علينا؟ بدل ما تكونوا معنا تكونوا ضدنا.. لمصلحة من؟ قد تندمون يوم لا ينفع الندم..».

كنا نضحك آنذاك، ونحن نتساءل: ما دخل قطر ـ الدولة الصغيرة والشقيقة ـ في حديث القذافي؟ لكن الأيام كشفت لنا غدر الشقيق، وبيع الصديق، وانقلاب الرفيق.


والسؤال هنا: لماذا كان القذافي يسجل جلسات التأمر التي قد تكون سلاحاً ضده؟.. الجواب: لأنه كان يعلم أن الشخصيات والمنظمات التي يتآمر معها من طباعها الغدر، لذلك سجل كل خططهها وآرائها من أجل أن يستخدمها ضدها في حال انقلبت عليه، وهذا ما حصل، لكن ماذا فعلنا كشعوب عربية بعد كشف المستور.


لقد أثبتت التسريبات أن القرار التاريخي الذي اتخذته السعودية ومصر والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر، وتصنيف تنظيم «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية، يؤكد سلامة القرار وصحته، بدليل أن كثيراً من المؤامرات والدسائس على الشعوب العربية توقفت بسبب هذه المقاطعة، وصرنا على علم بالمتخفي بثوب (الشقيق والرفيق)، إذ لا تجدي بحور الدنيا كلها لغسيل وتطهير ثوب قطر، ولا بد لها من ثوب جديد ترتديه ليطمئن شعبها الشقيق على مستقبله.

يبقى أن حب القذافي أو كرهه مسألة شخصية!.. لكن عليك أن تعترف بأن الرجل كان على علم بالذي فعله بالإخوانجية وطيور الظلام، وفضحهم وعرّاهم.. والمضحك أن الرجل ميت لكنه مستمر في (مسخرتهم) وهم أحياء.