الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

وداعاً لبنان.. وكفى

العالم كله مصاب بنوع واحد من الفيروس ولبنان مصاب باثنين، «كورونا والسياسية»، فباريس الشرق يعاني وقد طفح كيل اللبنانيين، بعدما انهارت ليرتهم ودخلت الأدوية الإيرانية المهربة، وغير المرجعية لدى الجهات الصحية اللبنانية، والتي أعلن النائب د. فادي سعد أن الشعب اللبناني ليس حقل تجارب لها.

لبنان الذي لا يودّع مشاكله يذكرني بالراحلة «مي غصوب» صاحبة دار الساقي، وتحديدا بكتابها «وداعاً بيروت»، الذي اعتبره النقاد أكثر الأعمال الأدبية تعبيراً عن أفكار غصوب، والذي تحدث عن الحرب الأهلية التي مزقت لبنان إرباً إرباً، ولبنان اليوم ليس ببعيد عن البارحة، فهو فريسة في فك حزب الله الموالي لإيران، والذي يشكل دولة داخل دولة، ويعيث فساداً ليس فقط في العلاقات اللبنانية مع جاراتها، بل في تفاصيل الحياة اللبنانية التي تقاوم لتتحرّر من سطوته ونفوذه وتحكمه ببوصلة السلطة.

لبنان الذي حقق التوازن الديني منذ نشأته وحقق تعايشاً جميلاً بين شعبه متعدد المذاهب والأديان والطوائف، لم ينج من سطوة وسلطة ورعونة الحزب الذي ينفذ أجندة الفرس في لبنان وما ملكت يداه من الأراضي السورية.


لبنان الذي لن يستطيع أن ينهض من تحت الرماد في وضعه الحالي، أكد على هذا انتقاد الرئيس السابق ميشيل سليمان لحزب الله الذي خرق الاتفاقات الوطنية، وبجرأة الرجل الذي عرفناه حمّل الحزب مسؤولية منع الدولة من تنفيذ تعهداتها، ما أدى لعزلة لبنان وفقدانها للمصداقية والثقة مع الدول الصديقة، وكذلك فقدان الحكومة لمصداقيتها أمام الشعب اللبناني والمستثمرين والمودعين والسياح، وأسهم ذلك كله في انهيار سعر صرف العملة الوطنية للبنان حسب تصريحه.


لبنان الذي يحب الحياة ويتوق للفرح والفرج وكل شبر فيه مهيأ لذلك، مسارحه وثقافته وبحره وسهوله وجباله، فإنه لا بد أن يحتكم للقرار السياسي المستقل الذي يصنعه اللبنانيون أنفسهم، بعيداً عن أي تدخلات قد تحرج لبنان كان آخرها قرار أحد القضاة المحسوب على أحد الأحزاب بمنع السفيرة الأمريكية من التصريح لوسائل الإعلام اللبنانية، مُخالفاً بهذا الأنظمة القانونية والدبلوماسية، ليضع شرخاً آخر في العلاقات اللبنانية العالمية في الوقت الذي لبنان بحاجة لدعم العالم له.

إننا نتمنى نحن المحبين أن لبنان يحظى باستقلاله من عدوه الجاثم في جنوبه، والذي تشير إليه كل أسباب التدهور الذي يعيشه البلد، ويعاني منه الشعب.