الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هروب الفتيات.. وجائزة السلام

تهرب النساء في جميع أنحاء العالم، لأسباب عدة تختلف من امرأة إلى أخرى، وفي العالم العربي تًهْرب المرأة لأنها تظن أن المجتمع الذي تعيش فيه يخضع لسياسات راديكالية شديدة الانغماس في العنف.

في النهاية المرأة تفضل الهروب دائماً من مجتمعها، حيث تعتقد نساء كثيرات أن الهروب هو الأمر الأكثر صواباً، لكونها لم تختر بنفسها وجودها في المجتمع، وربما لهذا السبب، هناك عدد من النساء الهاربات يعدن إلى أسرهن بعد فترة من الزمن، لاعتقادهن أن هذه الحياة التي رفضنها في السابق، باتت مناسبة لهن، كونها من اختيارهن، ولم تفرض عليهن تحت اسم المنشأ وشهادة الميلاد والقبيلة.

السعوديون ينشغلون بتتبع قصص الفتيات الهاربات من أسرهن، فالأمر يبدو غريباً ومرفوضاً من قبل المجتمع الذي يتصف بأنه مجتمع ذو خصوصية فريدة.. عدد الفتيات الهاربات قليل للغاية، لكن القضية تحظى بتسليط إعلامي كبير من دول العالم الأول، وهو ما يزعج أفراد المجتمع الذي يجد أن المشاكل الداخلية يجب ألا تتدخل فيها أي جهة من الخارج.


وبالتأكيد هناك عدد من الفتيات الهاربات بتن يرغبن في تسليط الضوء عليهن، والظهور أمام الإعلام لكسب المزيد من التعاطف، فيما هناك عدد بسيط يختبئن من أجهزة الإعلام، ويفضلن الصمت لاعتبارات عدة أهمها الخوف من وصول أسرهن إليهن.


لم أكن أرغب في كتابة مقال عن هروب الفتيات، حتى أعلنت فتاة سعودية هاربة إلى كندا، عن إنجابها لطفل من زوجها الأسمر، ولم تكن قد أعلنت زواجها من قبل، في ذات الوقت كنت أقرأ خبراً عن الباكستانية ملالا يوسفزي، الحائزة على «نوبل للسلام»، بأنها قد تخرَّجت مؤخراً من جامعة أوكسفورد.