الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تركيا وروسيا.. أزمات مفتوحة

كلما ازدادت العلاقات التركية ـ الروسية تأزماً، انعكس ذلك على الفشل الداخلي لكلا الحكومتين أمام شعبيهما سياسيّاً، وانعكس ضعفاً اقتصاديّاً داخليّاً وخارجيّاً، وانعكس عجزاً عن إدارة ملفات سياستهما الخارجية والعسكرية أيضاً، وبتعبير آخر يظهر عجزهما عن متابعة حضورهما العسكري في أكثر من دولة وليس في سوريا فقط.

ومع ذلك ما تزال التناقضات التركية ـ الروسية قائمة في شمال سوريا وبالأخص حول إدلب، والخروقات المتعلقة باتفاق إدلب تزعج كلا الدولتين، لأن روسيا لا تريد البقاء في سوريا إلى الأبد، ولم تلجأ روسيا للتفاهم مع تركيا حول سوريا إلا بعد عجز التدخل الإيراني عن تحقيق أهدافه لصالحهما معاً، فروسيا اليوم أكثر حرصاً وسرعة لتحقيق حل سياسي ينهي الأزمة السورية، ولكن دون خسارة المكاسب التي حققتها في سوريا والمنطقة، وتريد من تركيا مساعدتها في ذلك، وإلا فإن روسيا سوف تبحث عن خيارات أخرى، ومنها عودة مباحثاتها مع أمريكا على مستقبل سوريا السياسي، أو إجراء تفاهمات مع الأكراد فيها.

ما يشير إلى تأزم العلاقات التركية - الروسية، وقف السياحة الروسية إلى تركيا لعدة أشهر للضغط على المواقف التركية، لأن تركيا تواجه إغلاقاً سياحياً من الاتحاد الأوروبي أيضاً، بحجة وباء كورونا، وبذلك فإن روسيا تدرك صعوبة الضغط السياحي على الاقتصاد التركي، حيث تراجعت السياحة في تركيا في الأشهر الماضية بنسبة 65%.


وما يشير إلى امتناع روسيا عن تأزيم العلاقات مع تركيا عدم جعل الحكومة الروسية من إعادة آيا صوفيا إلى مسجد أزمة كبرى بين البلدين، بالرغم من صدور تحذيرات من رأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والبرلمان الروسي لمنع ذلك، ولكن المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف ذهب للقول: «إن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد مسألة داخلية في تركيا»، بالرغم من اعتبار بلاده أن آيا صوفيا تعد جزءاً من الميراث العالمي.


وجزيرة القرم من قضايا الخلاف الكبرى بين تركيا وروسيا، والبعض يتهم تركيا باستخدامها قضية مساومة في مجمل القضايا الخلافية الكبرى بينهما، وتصريح وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: «بأن تركيا تدعم وحدة أراضي أوكرانيا ولم ولن تعترف بضم شبه جزيرة القرم غير القانوني»، هو رسالة تركية واضحة لروسيا واصطفافها إلى جانب تتار القرم وأوكرانيا، وتقابل روسيا ذلك بإجراء اتصالات بين قيادتها العسكرية في سوريا مع مظلوم كوباني رئيس تنظيم سوريا الديمقراطية الكردي، لعلمها أن ذلك الاتصال يقلق الحكومة التركية.