الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كورونا.. التفكيك والبرمجة

يدور نقاش مكثّف في العالم اليوم حول مسألة إحداث أزمة فيروس كورونا لتغيرات وتحولات مستقبلية مقبلة، فقد دشّنت الجائحة عصراً جديداً كما يُقال، بدأت ملامحه تظهر تِبَاعاً.

ويجري الحديث الآن عمّا يعرف بأجندات الأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية وغيرها، حيث يتفق عدد من المراقبين على أنها فكّكت بشكل أو بآخر شيئاً من الواقع المعيش، فستختفي أنظمة ومجالات وأنماط عيش وستظهر أخرى غير معهودة، ليبرز التساؤل التالي: من المستفيد من تفكيك الراهن وما الذي سوف سيتفكك فعلاً؟

في الحقيقة، إن من يملك أجندة التغيير ويسعى له، هو المستفيد من ذلك، وتظهر أمريكا والصين مثلاً، من الراغبين في هذا، عدا عن أطراف دولية وعالمية أخرى، ما جعل العالم يتحدث عن جملة من القضايا أحاطت بالأزمة منها: أن هناك طرفاً دولياً مأزوماً، يخشى من الانهيار، ناسبه وجود حدث عالمي كهذا، فحاول استغلاله للخروج من أزمته، وربما كان المقصود هو الولايات المتحدة.


أمّا المتوقع تفكيكه وتغييره، فهو أسلوب العيش الذي سيجعلنا مبرمجين أكثر ومعتمدين على المزود العالمي وتحت رحمته، بمعنى؛ أن ربط الفرد والجماعة والدولة بالمسيطر الدولي سيكون بطرق أكثر اعتمادية وترابطية، بحيث أن كل تحركاتنا واحتياجاتنا ونشاطاتنا ستكون مربوطة به ولا بديل عن ذلك.


وتجري اليوم عمليات برمجة وهندسة لمستقبل البشرية تتعلق بإعادة تنظيم مجالات ومرافق الحياة، حيث ستظهر أنظمة مالية وتعليمية وأمنية وتجارية وصحية جديدة يتم الإعداد لها، سيتوقف عليها التنافس على إدارة العالم والسيطرة عليه.

كذلك، فإن أطرافا أخرى تلمّح منذ فترة لتأسيس عصر تكنولوجي جديد، ربما كانت شبكة (5G) تعبيراً عنه، عدا أن جيلاً ثانياً منها سيظهر في المستقبل القريب وهو(6G) حيث سترافقهما سمات وتطورات كبيرة، وقد قيل: «إننا سننتقل من عصر حمل وارتداء التكنولوجيا إلى عصر ابتلاعها»، ويقصد بذلك الإشارة إلى ما يعرف بالرقائق والشرائح التي كما يشاع ستوضع تحت الجلد وداخل الجسم، كدلالة على بدء مرحلة عالمية غريبة تتعلق في جانب منها بقضايا التحكم والسيطرة والتوجيه.

وأخيراً، إذا كنت اليوم تملك عدة خيارات لممارسة حياتك وأنشطتك، ربما لن تستطيع ذلك مستقبلاً، وستكون محصوراً بخيار واحد يرتبط بجهات عالمية، عدا أن تغيير أساليب عيشك سيرافقه بعض التغيير في أفكارك وقناعاتك وأحكامك، وربما يكون هذا هو المراد من ذلك!