السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ترامب يقلب طاولة البينغ بونغ

مذ أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنان لحربه الكلاميّة على بكين، ووصف كورونا بفيروس ووهان والكونغ فلو والطاعون الآتي من الصين، توالت انهيارات كثير من واجهات العلاقات بين البلدين، التي بناها قبل نصف قرن سلفه الجمهوري الراحل رتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسجنر.

المتتبع لتصريحات ترامب المرشح، حتى قبل وصوله إلى البيت الأبيض يدرك أن أولويته هي الصين، على خلاف سلفه باراك أوباما ومنافسه الحالي جو بايدن، الذي قال يوماً: «إن الصين شريك ولا تهدد بلاده، بل إن ازدهارها مصلحة أمريكية».

ترامب كان، ولا يزال، يرى الصين شيوعيّة في عودة قوية للماوية الطامحة، في ظل نظيره الصيني الرئيس شي جين بينغ إلى إعلان القرن الواحد والعشرين قرناً صينياً، لا كما يظن البعض قرناً متعدد الأقطاب.


وتلك رسالة يعمل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى إيصالها إلى روسيا وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وحلفاء آخرين في العالم بمن فيها دول الشرق الأوسط، وبخاصة دول الخليج العربية.. بكلمات بومبيو: الخيار أمام العالم كله هو الاختيار بين الطغيان والديمقراطية.


لم يكن عبثاً أن تكون رسالة بومبيو هذه من مكتبة الرئيس الراحل رتشارد نيكسون، وعند سؤاله عن كيفية التعامل مع الصين مع بدء حرب القنصليات (وقد أطلقتها واشنطن بإغلاق القنصلية الصينية في هيوستن)، أجاب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) السابق ووزير الخارجية الحالي: «إن المعيار هو الشكّ ومن ثم التحقق من أفعال بكين لا أقوالها» في إشارة إلى سياسة الرئيس الراحل رونالد ريغان في التعامل مع موسكو، التي اعتمدت مقولة: نثق أولاً ونتحقق ثانياً، وباختصار الصين من الآن فصاعداً في نظر البيت الأبيض مدانة حتى تتحقق من ثبوت براءتها.

طالما تعرض ترامب للانتقاد على كيله المديح للرئيس الصيني وعدد من الطغاة (الراحلين والحاليين)، ولم يتحرج ترامب من الدفاع عن نفسه بأنه كان يخطب ودّ شي جين بينغ على أمل التوصل إلى اتفاق تاريخي، يصحح الاختلال في الميزان التجاري، وينهي سرقة الملكية الفكرية، وأموراً كثيرة من ضمنها تصنيع أخطر مخدرات العالم، ولا أذكر اسمها عمداً حتى لا نقع في فخ الترويج لتلك السموم الخبيثة.

ترامب غضب من «اللعب تحت الطاولة» فقلبها على بكين، لكن الأكثر دلالة هو تغيير اللعبة نفسها وليس قواعدها فقط.. ترامب استبدل البينغ بونغ بالاسكواش، تلك ضرباتها أقوى وتبقى محصورة بين ثلاثة جدران وواجهة زجاجية!