الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المثقفون الخليجيون.. والتحوُّلات

تمر منطقة الخليج العربي بتحولات مهمة، تستدعي العمل على الاستعداد لها، ومحاولة التقليل من آثارها، ووضع السياسات التنموية الهادفة للمحافظة على معظم الجوانب التي تم إنجازها خلال العقود الماضية، أبرزها: تراجع ‏أسعار النفط، والتحوُّلات الاجتماعية الجارية.

الحديث هنا يتركز على دول مجلس التعاون الخليجي ومثقفيها، الذين لا بد أن يعملوا بشكل جماعي للإسهام في إعادة صياغة القيم الثقافية والإطار العام للثقافة، ذلك أن التحوُّلات الاقتصادية تصحب معها ‏تحولات ثقافية، حيث إن انتشار الثقافة الاستهلاكية جاء نتيجة للتحوُّلات الاقتصادية التي أتى بها النفط، واليوم نشهد تحوُّلات اقتصادية جديدة ستقود إلى ثقافة مختلفة عما كانت عليه ثقافة قبل النفط وثقافته.

كما أن التحوُّلات الاجتماعية تُلقي بظلالها هي الأخرى، فالقيم الثقافية ‏التي تسود في المجتمعات الخليجية، بل والعربية، لم يتغيَّر أساسها الاجتماعي لكونها مجتمعات غير منتجة، علاوة على أن البعض يعتمد على التشكيلات الاجتماعية في إدارة الدولة، ما يُسهم في تعزيز البعد الاجتماعي للثقافة، وهي ثقافات تقليدية، على حساب مدنية الدولة والمجتمع والثقافة العصرية.


على المثقفين الخليجيين أخذ زمام المبادرة وصياغة القيم الثقافية من جديد للقيام بتحديث نوعي، وجعل الثقافة جزءاً من عملية التنمية والخطط التي وُضعت لها، علاوة على الاسترشاد بالاستراتيجية الثقافية التي أقرَّتها دول المجلس في نهاية العام الماضي .


كما على المثقفين العرب، في دول المجلس وخارجه، الإسهام في هذه العملية‏ لتحقيق جهد جماعي عربي، فربما يأتي اليوم الذي يكون التطور الثقافي الخليجي نموذجاً لدول عربية أخرى.