السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

العراق إلى عمقه العربي

منذ الزيارة الأولى التي قام بها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي إلى واشنطن، واستقباله بترحاب بالغ من قبل رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب وإيران قلقة للغاية، وقبل ذلك كانت قد عبّرت عن مخاوفها من الزيارة التي كان من المفترض أن يقوم بها الكاظمي إلى المملكة العربية السعودية، فارسلت وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى بغداد، وبصورة مفاجئة عشية موعد الزيارة التي تأجلت بسبب وعكة صحية تعرض لها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وكانت طهران قد وجهت رسائل معلنة ومبطنة تعبر عن عدم ارتياحها لزيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن، كما ضغط الساسة العراقيون الموالون لإيران باتجاه إلغاء الزيارة تلبية لرغبة طهران.

لكن الزيارة تحققت، بل وحصد العراق نتائج ايجابية، كما حقق الكاظمي تأييدا شعبيا وعربيا ودوليا لم يسبق له مثيل على مستوى رؤساء الحكومات العراقية السابقين، فخلال زيارته إلى واشنطن، أبرم العراق اتفاقيات قيمتها 8 مليارات دولار مع شركات أميركية، وكان أبرزها تلك التي تشمل قطاع الكهرباء وتطوير حقول الغاز والنفط، وأعلن وزير المالية ونائب رئيس الوزراء العراقي، علي العلاوي، أنه وإلى جانب العديد من الاتفاقيات مع الشركات الأميركية العاملة في مجال الطاقة، فإن العراق يحاول تشجيع المستثمرين السعوديين على الاستثمار في قطاع الطاقة وربط شبكة كهرباء العراق بشبكة كهرباء الخليج، واستيراد الطاقة الكهربائية من السعودية والكويت.


وخلال وجوده في واشنطن، اتصل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بالكاظمي لبحث موضوع زيارة الثاني إلى الرياض، كما استقبل رئيس الوزراء العراقي قبل أيام ببغداد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان لبحث العلاقات بين البلدين.


المفاجأة التي كانت أكثر من صادمة لطهران هي انعقاد القمة الثلاثية بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد االفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي في عمان، فور عودة الأخير من واشنطن.

كل هذه التحركات تؤكد أن العراق يعود وبقوة إلى حاضنته العربية، وهذا ما أكده الكاظمي عندما صرح بأن: «الدول العربية هي عمقنا الاستراتيجي»، وهي عودة يريدها العراقيون بقوة، والكاظمي رجل عراقي عروبي حريص للغاية على بناء علاقات متينة ومتوازنة مع الجذور العربية للعراق، وهذا ما سيضمن التخلص من النفوذ الإيراني الذي عاث خراباً بالبلد.