الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لأننا الفلسطينيون

نعي نحن الفلسطينيين، حجم المعوقات التي اعترضت وتعترض مسيرة تحقيق مطلبنا العادل بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، جنباً إلى جنب مع دول الإقليم الملتزمة السلام فعلاً وقولاً، والملتزمة حفظ حقوق جيرانها وشعوبها.

ونأتمن قيادتنا الشرعية المتمثلة بالسلطة الفلسطينية، على خياراتنا الاستراتيجية ومستقبل أجيالنا القادمة، مدركين المصاعب التي تعترض سعي الفرسان من القادة إلى سلام الشجعان منذ مؤتمر مدريد، ثم أوسلو، والمحاولات الكثيرة لتحقيق الاختراق بدعم الشرعية الدولية وتحت مظلة القوانين الدولية الخاصة بقضيتنا، مع كل التآمر الخارجي الذي ضيّق على قيادتنا وحجّم دورها وتأثيرها على المستوى الوطني بالدرجة الأولى، وكال إليها الاتهامات بالتخوين لسبب أو بلا سبب.

ولأننا الفلسطينيين، المعنيون أولاً وأخيراً بالاتفاق النهائي ضمن مسار السلام الإقليمي بحل قضية اللاجئين والدولتين، والفاقدون أبسط حقوقنا الإنسانية، والمضحّون بخيرة شبابنا لأجل غدٍ أفضل لأبنائنا، والحافظون لجميل الأشقاء بالدماء والأرواح والأموال، طوال 70 عاماً من الصراع، فإننا ندرك الأخطار التي تتهدد أمتنا جمعاء، والتحشيد والتحريض الممارس ضد أنظمة عربية حاكمة بالعدل وناشرة للتسامح وساعية للسلم والرفاه، والأمن والأمان، معلنين احترامنا لسيادة الدول وقراراتها الحرة المصيرية النابعة من وعيها العميق للمرحلة وضروراتها.

لأننا الفلسطينيين المعانون طويلاً من صراع الأيديولوجيات وتضارب الولاءات واختلاف القناعات، نعلنها دعوة لتهدئة الخواطر والنفوس، وإخماد نار الفتنة بين شعوبنا العربية المتضامنة في السراء والضراء، وكلنا ثقة بتجاوز هذه المرحلة من التأجيج العبثي، وصولاً إلى سلام شامل عادل، بجهود القادة العرب مجتمعين، وفي مقدمهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صاحب اليد البيضاء في ملفات التهدئة وإصلاح ذات البين، في قضايا شائكة لا تقل تعقيداً عما هو عليه الوضع الفلسطيني، كملف السلام بين إثيوبيا وإرتيريا، والنزاع السوداني ــ السوداني، وهو صاحب المواقف الحادة البصر، النافذة البصيرة، والأفعال التي تليق بالرجال من جرأة في الرأي وحزم في القرار، وكلنا أمل في غدٍ تسوده الأخوة الإنسانية، والعدالة، والتسامح، مؤمنين بأن الإمارات ستظل منارة هذه القيم ومنصتها العالمية.