السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

شيطنة الصين

في عالم السياسة ليست هناك مشكلة من إعادة السيناريو مرة أخرى، وليست هناك أي مشكلة من تشويه صورة أمة أو شعب أو حتى حكومة، فقط لمجرد أنها تتعارض مع مصالحك ومصالح دولتك، وهذا ما يحدث الآن من عمليات تشويه تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لتسيء للصين وتشوه سمعتها، وهذا ليس جديداً على الحكومة الأمريكية فذات السيناريو تم استخدامه لشيطنة الاتحاد السوفيتي السابق إبان الحرب الباردة، وها هي اليوم تمارس نفس الألاعيب لشيطنة الصين وشيطنة سياساتها وشركاتها ومؤسساتها، وحتى شيطنة شعبها ومجتمعها.

منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، تتعمد الولايات المتحدة في كل مناسبة أن تزج بالصين لتشويه سمعتها، وتستغل هذه الأزمة للنيل من الصين وتصويرها على أنها شيطان كبير يريد ابتلاع الجميع، في حين أن هذه المزاعم جميعها محض افتراء.

ورغم المحاولات الكثيرة لتشويه صورة الصين أمام المجتمع الدولي وأمام شعوب العالم، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل فهي بالأساس غير صحيحة وغير واقعية، ولعل الساسة الأمريكيين لم يفهموا الدرس بعد، بأن العالم تغير وأصبح يميز بين الحقائق والأكاذيب.

ربما خدم هذا السيناريو الولايات المتحدة في حربها الباردة مع الاتحاد السوفيتي، ولكن هذا الأمر لا يمكن تطبيقه مع الصين، فالصين ليس لديها أي تاريخ أسود تجاه شعوب العالم، بل بالعكس، فتحت الصين أبواب التنمية العالمية من أوسع أبوابها، وحققت أهم المعادلات التجارية بتوفير سلع رخيصة ذات جودة عالية لتسهل حياة البشر، وتوفر لهم احتياجاتهم من مختلف الصناعات والمنتجات، بالإضافة إلى ذلك، فإن الصين تنظر للعالم بمبدأ المجتمع ذي المصير المشترك الذي يُحتم علينا التعاون جميعاً لبناء مستقبل أفضل، هذا فضلاً عما تقوده الصين من مشاريع ومبادرات تنموية تصل مشارق الأرض ومغاربها.

كما أن للصين سجلاً حافلاً من النجاحات، وحكومتها استطاعت بناء أهم نهضة تنموية في التاريخ الحديث، وغيرت من حياة خُمس سكان العالم وانتشلتهم من الفقر والجوع، وبنت لهم حياة كريمة، وشعبها حوَّل المعادلة العالمية بأن كثرة عدد السكان ميزة استراتيجية واقتصادية بعد أن كان يُنظر لهذا الأمر من جهة معاكسة، وشركاتها تحارب لمنع الاحتكار الأمريكي لأهم الصناعات التكنولوجية وأوجدت البدائل التي يتطلبها العالم.

لذلك سيكون الفشل مصير المحاولات الأمريكية لشيطنة الصين، والتاريخ يشهد وكذلك الحاضر، كما سيشهد المستقبل بأن الصين تريد أن يعي العالم أهمية التعاون، فالمصير الإنساني مصير مشترك، والمحاولات والقرارات والنهج الأحادي كان السبب في نشوب الحروب، وقتل الملايين، فالشيطان الحقيقي من كان تاريخه أسود، وهو من عليه أن يخاف على سمعته.