الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

جائزة نوبل.. والأسى العربي

في الأسبوع الأول من شهر أكتوبرمن كل عام يبدأ إعلان أسماء الفائزين بجائزة نوبل في فروعها الستة، وقبل الإعلان بأيام تمتلئ الصحافة العربية باجتهادات حول اسم عربي يمكن أن يفوز بالجائزة في مجال الأدب، ومع كامل التقدير لمنجز الأديب العربي، فإن ما يتم نشره يكون أقرب إلى الأمنيات منه إلى التوقعات أو توفر معلومات دقيقة عن المرشحين، وما أن يعلن اسم الفائز أو الفائزة، ويتضح أنه غير عربي، حتى ندخل في بكائيات، وندب على حظ الثقافة العربية.

في عام 2009، ومع نهاية سبتمبر اتصلت بي كاتبة مهمة تشكو من تجاهل الصحافة المصرية والعربية لكونها مرشحة لجائزة نوبل، وهي الأقرب إلى الفوز، وفي تلك السنة كان هناك تفاؤل عربي بأن أحد المبدعين العرب سوف يفوز، وأن مرور 30 عاماً على فوز نجيب محفوظ بها مدة كافية لتقف الجائزة عندنا مرة ثانية، لكني كتبت مقالاً وقتها يدور حول أن نوبل في الأدب لن تأتي إلينا حالياً، رغم وجود أسماء عربيَّة ترقى إليها، لأن الثقافة العربية متهمة بأنها أفرزت أسامة بن لادن ومعظم الإرهابيين، والجائزة تمنح لمبدع وتمنح لثقافته أيضاً، وهكذا هم يروننا الآن، وبالتأكيد فكرتهم مغلوطة عنّا، لكن هذا هو الواقع إلى يومنا هذا.

ما يجب التوقف عنده أننا نتساءل سنوياً حول نوبل في الآداب ولم نتساءل يوماً عن نوبل في الطب أو الكيمياء أو الفيزياء، ولا نشعر بالأسى أننا لم نفز بأي منها.. لا يزعجنا ذلك.


دعنا الآن من الشعور الوطني، دولة باكستان تأسست عام 1947 وفي 1978 فاز أحد علمائها بنوبل للفيزياء، وإسرائيل قامت عام 1947 ونال علماؤها نوبل أكثر من مرة.


الأمر المؤكد أن لدينا مئات الجامعات وكليات العلوم والطب، والمعاهد العلمية المتخصصة ومراكز بحثية عديدة، لكن لا يصل إلينا أن هناك منجز أو اكتشاف علمي يسمح لنا بأن نتوقع نوبل في غير الأدب، أما جائزة نوبل في السلام فتذهب لمن هب ودب.

أعرف أن الراحل أحمد زويل فاز بنوبل الفيزياء وسعدنا بذلك، الرئيس الراحل حسني مبارك منحه قلادة النيل العظمى بعدها، ونال تكريماً كبيراً في عالمنا العربي، وكرمته المملكة العربية السعودية وكرمته دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن لا يجب أن ننسى أنه نال الجائزة عن أبحاثه بجامعته في الولايات المتحدة، وكان يحمل الجنسية الأمريكية إلى جوار جنسيته المصرية، فباختصار منجزه العلمي كان داخل المؤسسة الأمريكية.