السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

عولمة الكورونا وعار العالم

قضي الأمر.. انفجرت الموجة الثانية من الفيروس الشائه واللعين.. وقت كتابة هذه السطور كان إجمال المصابين حول العالم يقترب من الـ40 مليوناً من البشر.

عولمي هو كوفيد- 19، لم يفرق بين أبيض وأسود، أصفر وأشقر، ضرب المسكونة من أقصاها إلى أقصاها، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً.

الأسئلة المصيرية والجوهرية حول الوباء ما تزال مغلفة بأحجيات سرية، والحقيقة تحتاج إلى مصباح ديوجنيس للبحث عنها في وضح النهار.

مؤخراً تساءل الرئيس ترامب، وله في التساؤل ألف حق وحق: «كيف يمكن للفيروس أن يعبر الجبال والأنهار والمحيطات من ووهان إلى أمريكا، ولا ينتقل من ووهان إلى بكين في الداخل الصيني؟

سر كورونا المعولم أغلب الظن أنه حلقة من حلقات الصراع على مستقبل العالم ومآلاته، ولن ينكشف سرها قبل أن يتم الغرض الذي وجد من أجله، لكن ما هو الهدف؟

الذين اطلعوا على مقررات مؤتمر لوغانو الذي عقد في سويسرا عام 1996 يدركون أن هناك من يؤمن ويعتقد جازماً أن عدد سكان العالم يجب أن يتراجع إلى حدود البشر أوائل القرن الـ19، أي قرابة 2 مليار نسمة فقط، حتى يمكن لخيرات الكرة الأرضية أن تكفيهم وتوفر لهم الرفاهية المطلوبة.

الأنانية المعولمة حكماً هي الحاكمة حول العالم في حاضرات أيامنا، وربما بدا الأمر من عند «روبرت مالتوس»، العالم الإنجليزي الاقتصادي الشهير، والذي أقنع دعاة الرأسمالية والنيوليبرالية من بعده أن موارد الأرض تزداد بمتوالية عددية، في حين أن سكان الأرض يزدادون بمتوالية هندسية، الأمر الذي يعني أنه عند نقطة بعينها سوف تعجز أمنا الأرض بالإيفاء بمتطلبات البشر.

الذين لديهم علم من كتاب «ألواح جورجيا»، في الولايات المتحدة الأمريكية يدركون أن هناك توجه ما خفي حول العالم يحث على إنقاص عدد سكان العالم، وأن عقولاً خفية توجه مصائر البشر في الأيام القريبة من أجيالنا المعاصرة.

هل كورونا جزء من مؤامرة عالمية غير واضحة المعالم حتى الساعة؟

القول إن المؤامرة غير موجودة في مسارات ومساقات البشر تسطيح مخلّ بإبعاد الكون وأحجيات الإنسانية، فهناك الكثير من الأسرار الغامضة القائمة والقادمة التي تغيب عن العوام وحتى النخبة، ولا يدرك مكنوناتها سوى حكام العالم الماورائيين.

نقترب من العام وما يزال سر الفيروس خفياً عن العالم، أو هكذا يخيل لنا، والأرقام المعولمة للمصابين والوفيات في تزايد مستمر، ولا أحد يعرف ما هي الأبعاد الحقيقية للموجة الثانية من الوباء، أو كم من النفوس البريئة سوف تزهق، في حين تبقى الكارثة الكبرى حال استفحال الوباء متمثلة في كميات اللقاح المطلوبة، والتي لن تتوفر حقاً إلا لدول الصفوة الكبار، وقيل إن 30% فقط من سكان العالم قد قاموا بحجز نحو 90% من عبوات اللقاح المرتجى إنتاجها.. ماذا يعني ذلك؟

بعيداً عن المؤامرة، فان عدة مليارات من البشر وليس بضعة ملايين سيكونون عرضة للهلاك والقضاء من جراء الانتشار الكارثي، ما يعود بنا إلى دوائر تفكير جهنمية ما أنزل الله بها من سلطان.

للمرة الأولى منذ زمن الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 يسقط نحو 1.1 مليون نسمة ضحية وباء، وما من أحد لديه تصور عن أبعاد الضباب الأسود الذي يخيم على رأس عالمنا المعاصر.

هل هذه هي العولمة التي بشرونا بها.. كورونا عار العولمة.. حيث نقلت الفيروس من دولة إلى أخرى، ولم تنقل المصل حتى الساعة، وربما لن تنقله.