السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أمريكا والصين.. التفاوض على ماذا؟

ينشغل العالم اليوم، بالصراع بين أمريكا والصين، وذلك لمعرفة الشكل الذي سيكون عليه النظام الدولي الجديد، بعد قدوم بكين كقوة مشاركة وربما مقرّرة في تفاصيله.

لكن، قد يختلط على البعض منّا، طبيعة وحقيقة الشروط والمطالب التي يريدها كل قطب من الآخر، والتي بسببها تجري اليوم مناكفات واصطدامات بينهما، بعضها معروف لنا، أمّا الآخر فيجري التفاوض عليها تحت الطاولة بشكل حازم ومصيري، قد يصل بهما إلى تكسير عظام غير مرئي، فما الذي يشترطه أو يطلبه كل طرف من الآخر، ليتم التوافق معه على تشكيل النظام العالمي المقبل؟.

الولايات المتحدة من جهتها تضع أمام الصين مجموعة من الخطوط الحمراء يحظر تجاوزها، منها:


- عدم تغيير النظام الاقتصادي والمالي العالمي الذي صاغته أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية بتفاصيله الكثيرة والمعروفة، والذي يحقق لها السيطرة عالمياً.


- منع بكين من تغيير النظام الأمني والعسكري العالمي، والذي يتحكم به الأمريكان، ويضمن لهم القدرة على حكمه، والتفوق العسكري الأوحد فيه.

- عدم تغيير أو تعديل الخريطة السياسية والاستراتيجية للشرق الأوسط، والذي تعتبره واشنطن منطقة مصالح أمريكية عليا.

- قضية التحكم بالعالم الرقمي، وهي من الأمور المعقّدة والمهمة، التي تجري بسببها اليوم معارك طاحنة مع الصين لإخضاعها في هذه القضية، وهناك بالطبع قضايا ومجالات أخرى مهمة، تريد واشنطن من بكين عدم الاقتراب منها.

أمّا الصين، فتدّعي أنّها لا تريد تغيير النظام العالمي، وإنّما تريده أكثر عدلاً وتوازناً، ولا تسعى لتزعّمه أو شغل القطب الثاني فيه، وإنّما المشاركة في إدارته، لكنّها مقابل الشروط الأمريكية تريد مطلباً فعلياً واحداً، وهو اعتراف واشنطن بها كقوة صاعدة، لكن ماذا يعني ذلك؟

إنّه ببساطة يعني، أن تتوقف أمريكا عن التدخل في شؤون الصين الداخلية أيّا كانت، سواء في نظامها السياسي أو طريقة إدارة قضاياها المحلية، خاصة المتعلقة بالديمقراطية والإصلاحات السياسية وحقوق الإنسان والحريات والأقليات وغيرها، أو المختصة بالعلاقة مع أقاليمها مثل هونغ كونغ والتبت وتايوان، ومراعاة أمنها القومي بحفظ التوازنات في بحر الصين وجنوب شرق آسيا والصراع مع الهند، والتواجد الأمريكي على حدودها كما في اليابان وغيرها، إضافة إلى القبول بها كلاعب اقتصادي ورقمي جديد ومهم في الساحة الدولية، إلى غير ذلك من القضايا والمسائل.. هذا حقيقة بعض ما يجري الصراع والتفاوض عليه اليوم بينهما، لنرى بعدها، من سينجح في تقليم أظافر الآخر؟